رصدت «عكاظ» في جولة ميدانية على أحياء قويزة، الحرازات، مدائن الفهد، كيلو 6، الجامعة، ومنطقة البلد أمس، استمرار تشكيل مياه الأمطار التي هطلت أمس الأول بحيرات في الشوارع والميادين، وأمام المدارس والمراكز الحكومية بشكل يهدد بكارثة صحية وبيئية على المدى القريب. ولا يزال سكان الأحياء الواقعة جنوبي وشرقي جدة يخشون استمرار هطول الأمطار في الأيام المقبلة، إذ يتوقعون أن تلج هذه المرة داخل منازلهم بعد أن اكتفت بالوصول إلى أبواب منازلهم في اليومين الماضيين. وأكد ل«عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد تابع عن كثب الأجواء في المحافظة، وكان على اطلاع كامل على جميع التقارير الصادرة عن الأمطار، مؤكدا أن كافة الجهات تلقت تحذيرات الأرصاد من وقت مبكر يؤكد عدم استقرار الأجواء، واحتمالية نزول الأمطار التي بدأت في التساقط عقب منتصف الليل. وأوضح العميد الجداوي أن أحياء شرقي جدة وجنوبيها شهدت غزارة في الأمطار، وخلفت مستنقعات مائية في بعض المواقع، منها شوارع رئيسة تم تحديدها ومخاطبة الأمانة بهدف سرعة سحبها. وأشار مدير الدفاع المدني في جدة إلى أن تحركات الدفاع المدني تمركزت على المواقع التي شهدت غزارة في هطول الأمطار، وتم نشر فرق في المنطقة التاريخية كإجراء وقائي تحسبا لانهيار المنازل التاريخية، إضافة إلى تمركز فرق مجهزة بالآليات للعمل مع الأمانة في المواقع التي وردت بلاغات عن حدوث احتجاز جراء الأمطار. وقال العميد الجداوي إن الخوف لا يزال يسيطر على بعض المواطنين من جراء الأمطار، وهي تبعات ناجمة عن سيول جدة العام الماضي، كاشفا عن ارتفاع الوعي لدى المواطن والمقيم في الإجراءات والتدابير بخصوص الأمطار وكيفية مواجهة الخطر. من جهتها، حذرت مديرية الشؤون الصحية في جدة المواطنين والمقيمين للابتعاد عن المستنقعات الناجمة عن الأمطار، والإبلاغ عن أماكن تجمع هذه المياه للجهات المسؤولة. بدوره، قال ناصر الصبياني (من سكان حي الجامعة) إن مياه المستنقعات أمام المدارس التي خلفتها الأمطار في الحي تهدد الطلاب بإصابات جديدة للضنك، داعيا الأمانة إلى الالتزام بمهماتها وسحب المياه المتجمعة أمام المدارس. فيما يؤكد محمود عطية (من سكان الهنداوية) أن المياه الراكدة تتجمع في الشوارع والميادين والممرات وأمام المنازل الشعبية في الحي، وتسببت في تكسر الشوارع وانتشار الأوساخ وتراكمها، وتركها على هذا الحال يهدد بكوارث بيئية وصحية للسكان.