أدى ضيق الوقت المحدد للجلسات إلى تجاهل أسئلة كثيرة ومداخلات طرحتها السيدات والرجال كذلك في جلسة (نحو تنمية اقتصادية مستدامة) التي شهدها منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الرابعة أمس. ومن وجهة نظر السيدة وداد صلاح، حرم السفير العراقي لدى المملكة الدكتور غانم علوان الجميلي، التي حضرت جلسات المنتدى، فإن هذه المشكلة لا تعد تهميشا للمداخلات والأسئلة التي طرحتها المرأة خلال الجلسة، بسبب أن مقرر الجلسة ملتزم بالوقت، ففضل أن ينهي الجلسة دون الإجابة على الأسئلة. لكن ذلك لم يمنع السيدة وداد من الإشادة بالدراسة التي قدمها الدكتور خالد السبتي، وشاركته الحديث الدكتورة الجازي الشبيكي التي لفتت الانتباه إلى أن عدد الطلاب في المملكة يبلغ خمسة ملايين طالبة وطالب، بينما عدد المعلمات و المعلمين لايتجاوز الخمسمائة ألف، وهو ما تعتبره عددا قليلا جدا. وعن المناهج السعودية، أشارت إلى أنها كانت على مدى العشرين سنة الماضية معلمة في أمريكا واليابان، وقد تعرفت إلى المناهج السعودية أثناء تواجدها في اليابان، فوجدتها مناهج في غاية الروعة سواء مواد اللغة العربية أو الإسلامية، فقد كانت تقوم بتدريس مقررات اللغة العربية والإسلامية لأبناء شركة أرامكو وسابك في اليابان. ووصفت تلك المناهج بأنها مقررات ترتبط بالحياة اليومية وباستطاعتنا أن نجعل الطلاب يستوعبونها بتطبيقها في الحياة اليومية، لكن ما لاحظته أن العديد من المدرسات والمدرسين هنا في المملكة فقط يمارسون تلقين طلابهم العلوم ولا يربطون المناهج بالحياة اليومية، وهذا ما يجعل عائد الاستثمار في رأس البشري قليلا. وقالت «لو أردنا استثمارا يدوم ويساهم في التنمية بشكل مستديم، فالمعلم يجب أن تكون له ورش عمل مكثفة، فقد كنا في أمريكا -نحن المعلمين- وبشكل إجباري وكانت المشاركة في ورش عمل تدريبية تربوية تطويرية بمقدار ثلاث مرات في الأسبوع، وبالإمكان جعل ورشة عمل أسبوعية، كما علمت أن بعض المدارس الأهلية هنا في المملكة تقوم بها لمعلميها من الذكور والإناث، وهذا هو فعلا بداية الاستثمار. وأضافت أنه رغم أن فترة تواجدها في المملكة لا تزيد على أربعة أشهر، إلا أنها شاهدت ما لم تكن تتوقعه من تطور وتقدم المملكة سبقت بهما غيرها من الدول الأخرى. وقالت: إن الدولة لم تقصر فقد جذبها مستوى الخدمات في المرافق العامة ولفت انتباهها بشكل كبير ما تقدمه الحكومة للشعب من إمكانات جيدة جدا، لكن المواطنين والمقيمين لم يستغلوا هذه الإمكانات بالدرجة الكافية، كالمحافظة عليها، وربما يعود ذلك في رأيها إلى عدم وجود الوعي الكافي وليس الوعي بالعقاب والمحاسبة، فمثلا كنت أمشي بجوار جامعة الأمير سلطان، وكان هناك شباب لا تتجاوز أعمارهم ال 17 عاما وكانوا يقودون سيارة بشكل جنوني، ويرعبون بها المارة، رغم وجود أكثر من 20 يافطة بخط كبير، تشير إلى منع الدراجات والسيارات وغيرها في ممر المشاة، وأكدت على ضرورة المحافظة على النظافة، وآداب المشي، ورغم التوعية، لكن ينقص وجود الحساب والعقاب الذي يجعل المخالفين يتوقفون، كما أكدت على تكثيف الدورات التدريبة العملية في المدراس، حيث إن المدرسة هي المكان الذي يدرب فيه على كيفية استثمار رأس المال البشري، وذلك بجعل الدروس عملية وتطبيقة للطلاب في المدرسة، ولا يكفي التعليم والتدريب بل يوضع العقاب والحساب الصارم لكل من يتهاون في تطبيق النظام واحترام النظام، لجعل المجتمع مدربا على الاستفادة من هذه الخدمات، وهذا كله يعبتر من التدريب والاستثمار في رأس المال البشري. وأوضحت أن التدريب والتوعية يبدآن من المدارس، والتدريب العملي بجعل الطلاب يهتمون بالنظافة، وهناك حصص فعالة للتدريب العملي والتنظيف الجماعي للمدرسة، ففي اليابان لا يوجد عامل نظافة أبدا في المدارس، والطلاب هم من يقومون بتنظيف مدارسهم، فأين دور المدرسة في التوعية والتوجيه والتدريب. والاستثمار في رأس المال البشري الذي يبدأ من المدارس ودور المدرس الذي يعتبر الموجه الثاني للطفل بعد المنزل والذي له تأثير كبير على الطفل.