أكد مشاركون في ندوة المجتمع والأمن التي أقيمت في فندق إنتركونتيننتال في الرياض أمس بعنوان: «التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام»، «قصور» التوعية الأمنية في المدارس، داعين إلى تخصيص مادة ل «التربية الأمنية» في المناهج، لأن مقرر التربية الوطنية لم يحقق المأمول منه، إضافة إلى استقطاب خبراء أمنيين لتثقيف طلاب المدارس، وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية في هذا الخصوص لمديري ووكلاء ومشرفي الأنشطة. وتحدث رئيس قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية في جامعة تبوك الدكتور يحيى اليوسف خلال ورقة عمل بعنوان: «واقع التوعية الأمنية في مناهج المدرسة الثانوية من وجهة نظر معلمي تبوك»، عن ضعف في مستوى الممارسات المرتبطة بمعالجة أبعاد التوعية الأمنية داخل الصفوف سواء بصورة مباشرة أم ضمنية، إضافة إلى ندرة «القصدية» في تضمين أبعاد التوعية الأمنية في تخطيط الأهداف العامة للمناهج في المرحلة الثانوية، لافتاً إلى أن الأنشطة التعليمية في مجالات الأمن الاجتماعي يندر أن تعرض للأمن الفكري المعلوماتي وغيره من أبعاد التوعية الأمنية. وطالب بوضع منهج مستقل بعنوان «التربية الأمنية» يكون محدد الأهداف والمحتوى والأنشطة. من جهتها، أكدت مستشارة رئيس خبراء الإدارة في مركز خبراء التربية رقية المعايطة خلال ورقة عمل بعنوان: «مفاهيم التوعية الأمنية وبناء الخبرات في مناهج التعليم العام»، أن مقرر التربية الوطنية لجميع الصفوف يحتاج إلى إعادة نظر، وإيجاد مناهج إثرائية، منها منهج يهدف إلى إعادة التوازن بين مجالات الأمن الوطني الشامل ومفاهيمه الأساسية، مع مراعاة الخلفية المعرفية للمتعلمين والفروق الفردية بينهم وفق أعمارهم وأنماط تعلمهم المختلفة. واقترحت على المسؤولين وضع هيئة للتوعية الأمنية تُعنى بمتابعة سياسة واستراتيجيات التوعية الأمنية للنشء في مجال التعليم، يتكون أعضاؤها من مجموعة من المؤسسات الأمنية، مثل كلية الملك فهد الأمنية ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، تعقد اجتماعات دورية للوقوف على الواقع والتطلعات والرقي بمجالات التوعية الأمنية. وذكر وكيل قسم العلوم الشرطية في كلية الملك فهد الأمنية العقيد الدكتور عبدالعزيز النفيعي، خلال ورقة عمل بعنوان: «مجالات التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام»، أنه أجرى بحثاً، تبيّن فيه أن تركيز مواضيع الأمن الوطني والفكري والجنائي منصب بشكل أكبر في المرحلة الثانوية مع تركيز أقل في المرحلتين المتوسطة والابتدائية، مشدداً على أهمية استقطاب خبراء أمنيين في مجال التوعية الأمنية لإلقاء محاضرات تثقيفية لدى طلاب المدارس، وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية لمديري ووكلاء ومشرفي الأنشطة في المدارس يستطيعون من خلالها تدريب الطلبة بشكل يتسم بالعمل المؤسسي الشمولي الواضح. وخلال الجلسة الثانية من الندوة قدمت المدير العام للتوعية الإسلامية في وزارة التربية حصة الوايلي ورقة عمل بعنوان: «التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام مبادرات وتجارب»، تحدثت فيها عن إحصاء أجرته على 166 مديرة مدرسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية في منطقة الرياض، وأكدت 88,1 في المئة ممن شملهن الإحصاء أن التوعية الأمنية أسهمت في تصحيح المفاهيم المغلوطة في مجال الأمن الفكري، فيما ذكرت 73 في المئة من مديرات المدارس أن وسائل الإعلام تعتبر من أهم التحديات البارزة التي تواجهها المدارس في تحقيق أهداف التوعية الأمنية، وأكدت 72 في المئة أن الأساليب غير التربوية داخل البيئة المدرسية من معوّقات التوعية الأمنية مثل ممارسة العنف اللفظي والجسدي على الأطفال والطلاب داخل المدارس.