تبقى ثول في الذاكرة والقلب والروح، أقرب من كل شيء وأكبر من أي شيء، ولكن ثول هذه، التي ترزح في شغاف القلب وحنايا الروح وعمق الذاكرة، ليست بحرا وأرضا فقط، ولكنها قلوب ووجوه وذكريات، تحتل كل شبر في الذاكرة. ومن ثول وإليها تفد الروح وتغدو، وتبقى أسماء بعينها هي فنار الحلم والعلم والمعرفة، وبالنسبة لي، ولآلاف غيري من أبناء ثول والقضيمة وصعبر وكلية، يحتل اسم الأستاذ، هكذا وبكل دلالات الأستاذ، حامد شريقي، مكانة رفيعة فهو الأقدم والأعرق والأكثر تواصلا مع كل الأجيال. منذ أن عرفت الفصل والمدرسة والكتاب والأستاذ والطاولة والسبورة والطباشير والواجب، كان حامد شريقي حاضرا، ومنذ أن عرفت الحلم والطموح والمستقبل والحياة والشعر كان حامد شريقي موجودا، أسماء كثيرة تحضر في المشهد وتغيب وتبهت، وربما يتغير الموقف منها ولكن حامد شريقي يبقى كما هو .. أستاذا بكل معنى الكلمة. اندب حظي كثيرا، إنني لم أتواصل معه كما يجب، وإني غبت تماما كما يغيب أي نورس مكسور عن سواحل ثول .. ولكنها تبقى في القلب لوحدها ويبقى الأستاذ في مكانه. والآن وهو يرحل عنا لا يمكن أن نقول أي شيء سوى رحم الله الأستاذ حامد شريقي وألهم أبناءه وبناته وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان. وينفد الحبر .. وتتهرم مساحة المقال .. ويبقى حامد الشريقي أستاذا في حياته وموته وذكراه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة