إذا كان ما أصاب جدة طبيعيا قياسا بكمية الأمطار التي هطلت، ويمكن أن يصيب أي مكان يصل إلى هذا المستوى من هطول الأمطار كما صرح مدير إدارة الطرق في أمانة جدة المهندس فيصل شاولي في «عكاظ» أول أمس، فإن غير الطبيعي هو أن يكون هناك من ما زال يعلق كارثة جدة على مشجب الكوارث الطبيعية، بعد أن قال الملك عبد الله الكلمة الفصل بحس المسؤولية والرؤية الموضوعية، وعلق الكارثة على مسبباتها الطبيعية وهي الإهمال و التقصير!. ويبدو أن المهندس شاولي لم يسافر يوما إلى كوالالمبور أو سنغافورة أو لندن ليرى كمية الأمطار الهائلة التي تهطل في مواسم الأمطار، ثم تختفي مع اختفاء آخر قطرة مطر دون أن تترك أثرا!. أما اللافت فهو منح المهندس شاولي صك براءة من التقصير لمقاولي الطرق التي دمرتها السيول قبل حتى أن تنهي لجان التحقيق أعمالها، لكن اللافت أكثر هو قوله إن مبدأ العمل في الأزمة قائم على طلب الأجر من الله عز وجل وتحقيق الغاية المنشودة في مساعدة المتضررين، فقد غاب عنه أن كل عمل يقوم به الإنسان في حياته قائم على ابتغاء مرضاة الله، لكن مبدأ العمل في الحياة عموما وفي أزمة جدة خصوصا قائم على تحمل المسؤولية بلا منة ولا استخفاف بمشاعر الناس الذين غرقوا في التقصير والإهمال، ولم يكن ينقصهم أن يغرقوا أيضا في التصريحات الباردة!. في أمانة جدة لا يدهشك أي تصريح، فالإخوان يملكون جيشا من المهندسين لكن أيا منهم لا يجيد هندسة التصريحات، ويغرق في شبر من الأحرف كما تغرق مدينته في شبر من الماء!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة