علمت «عكاظ» أن كميات كبيرة من المياه بدأت في الظهور داخل حفرة ردم مخلفات البناء في وداي العسلاء، في الوقت الذي تشفط فيه يوميا نحو 45 ألف متر مكعب من مياه بحيرة الصرف الصحي لتخفيف منسوبها. وتتسرب المياه الملوثة من بين أطنان المخلفات والنفايات باتجاه الأحياء السكنية المجاورة، بعد أن امتلأ الجزء الشمالي الشرقي من المرمى المقابل للسد الاحترازي بالمياه التي شقت طريقها من جنبات السد والمضخة السفلية لتستقر في مرمى النفايات. وأوضح ل «عكاظ» مصدر مطلع أن الأمانة تحركت لمعالجة الخطر المتوقع من انهيار السد الاحترازي بخطأ فادح عبر فتح مضخة السد والأنبوب السفلي لخفض منسوب المياه، ما أدى إلى حدوث سيل لايستهان به من مياه الصرف. وأفاد، أن الأمانة لم تجد بدا من إيقاف تدفق المياه التي داهمت مرمى مخلفات البناء بتوجيه الجرافات في محاولة لحجز المياه ومنعها من الجريان لحماية الأحياء المجاورة من نتائجها الكارثية، إلا أن المياه ملأت كامل محيط الحفرة التي تقدر مساحتها بنحو 1500 متر مربع. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة جدة أحمد الغامدي أن الأمانة تؤدي واجبها بحسب الإمكانات المتاحة والوضع الآن مطمئن كما يقول. ونفى الغامدي ما تردد عن إصابة جسد السد الاحترازي بصدع داخلي نتيجة ضغط المياه، مؤكدا نجاح الأمانة في تقليص مياه السد بما يعادل 45 ألف متر مكعب يوميا يتم توجيهها عبر أنابيب التصريف إلى البحر. وشهد السد الاحترازي أمس بعد هطول زخات من المطر توافد أعداد من سكان أحياء شرق الخط السريع للوقوف على الموقع والاطمئنان على وضع السد. ويقول ل «عكاظ» عبد الله القحطاني وعبد الله الزهراني وأحمد العمري (طلاب في الرحلة الثانوية)، إن الكثير من طلاب أحياء شرق الخط السريع لم ينخرطوا في أول أيام الدراسة، بعد إجازة عيد الأضحى، خوفا من هطول أمطار غزيرة تكون نتائجها خطيرة على أرواحهم، لا سيما بعد تردد أخبار عن قرب انهيار السد الاحترازي وبحيرة الصرف الصحي واحتمال إغراقها لعروس البحر. وأرجعوا سبب حضورهم إلى موقع السد في وادي العسلاء (رغم خطورة الوضع)، كان بدافع استجلاء الأمر والتأكد من صحة مايثار في الإعلام من تصريحات مسؤولي الأمانة الذين يرون أنها ليست إلا محاولات لتسكين أوجاع المواطن العادي، متجاوزين ما أدلوا من تصريحات في أوقات سابقة إبان حريق المردم. وأكدوا أن هاجس الغرق بمياه البحيرة الملوثة أصبح يساور معظم سكان أحياء شرق الخط السريع ويقض مضاجعهم وتسبب في ردات فعل نفسية سيئة، خصوصا أن تلك الأحياء كما أفادوا تعاني مسبقا من ارتفاع منسوب المياه الجوفية ولاتحتاج إلى كارثة جديدة كانهيار السد أو البحيرة لتهلكها بالكامل. وطالب كل من سعود المطيري وعطية الزهراني وحسن الحربي من سكان حيي السامر والتوفيق الجهات المعنية في الأرصاد والأمانة والدفاع المدني أن يضعوا سكان تلك الأحياء في أولوية اعتباراتهم وإطلاعهم على الوضع كاملا ليتمكنوا من إيجاد مواقع آمنة لهم ولأسرهم، في حال استمر الوضع على خطورته، خصوصا أن القنوات الفضائية تؤكد هطول أمطار جديدة على منطقة مكةالمكرمة بشكل عام وجدة بشكل خاص، كما أن المواقع الإلكترونية تواصل بث رسائل التحذير من قرب انهيار السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي. وفي شأن متصل، تواصل فرق الإنقاذ في الدفاع المدني جهودها في البحث عن المفقودين في حي قويزة والصواعد نتيجة السيول التي اجتاحتهما مستعينة بالجرافات وآليات متخصصة في البحث والإنقاذ. وأكد ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني في محافظة جدة اللواء محمد الغامدي الذي تواجد في الميدان لقيادة عمليات البحث، تجنيد الطاقات البشرية والآلية منذ اليوم الأول للكارثة للعثور على مفقودين ومساعدة المحتجزين، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة لفتح الطرق المسدودة وتمشيط المواقع التي يحتمل تواجد جثث المفقودين فيها. وحذر اللواء الغامدي المواطنين والمقيمين الاقتراب من مجاري الأودية والتجمعات المائية في هذه الأيام تفاديا لوقوع حوادث لا تحمد عقباها.