أجمع سكان حي السامر «التوفيق» (شرقي الخط السريع)، على أن تخفيض منسوب المياه في السد الاحترازاي ونقلها إلى مواقع أخرى، تسبب في ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسربها إلى داخل المنازل والجوامع والطرقات الرئيسية. وقالوا ل «عكاظ» إن المياه الجوفية وصلت السطح قبل هطول الأمطار بشهر تقريبا وزادت معاناة السكان معها بعد هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة قبل نحو ثلاثة أسابيع، مبدين تخوفهم من انهيار السد الجاري تنفيذه حاليا غرب مرمى مخلفات البناء في حي التوفيق على امتداد وداي العسلاء. ولفتوا إلى أن المراحل الأولى من تنفيذ السد تؤكد ضعفه كون المواد المستخدمة في تنفيذه بدائية وبسيطة وتتكون من رمل وصخور وصبات خرسانية عازلة لا تستطيع الصمود أمام قوة المياه المندفعه في حالة إنهيار السد. وقال المشرف على جامع السعداء في حي السامر3 أحمد الزغيبي إن الأهالي لاحظوا ارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى سطح الشوارع قبل شهر من هطول الأمطار وتسربها إلى أقبية المنازل والطرقات الرئيسية ومواقف سيارات الجامع، وأبلغ متخصصون السكان في هذا المجال أن المياه متسربة من بحيرة الصرف الصحي. وأشار الى أن وضع الحي ازداد سوءا مع الأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة والتي تسببت في ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في مجاري الجامع وأدت إلى استغلال أصحاب الصهاريج للوضع عبر رفضهم نزح المياه بأقل من 500 ريال. ويؤكد راجي السلمي (ساكن) إن أغلب مدارس الحي فضلت الانتقال إلى مواقع أخرى بعدما حوصرت بالمياه الجوفية التي اقتحمت المباني المدرسية وصعبت حركة الطالبات والطلاب، خصوصا بعد هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه. وأكد أنه رغم الشكاوى العديدة التي تقدم بها سكان الحي للجهات المعنية إلا أن الوضع ظل على ما هو عليه دون معالجة سليمة، مطالبا بإيجاد حل سريع وعاجل للحي بما يكفل إنهاء معاناة السكان وتخوفهم من تفاقم تسربات المياه. ويرى إمام وخطيب جامع السعداء محمد الغامدي أن الحل المناسب لمعاناة السكان وتخوفهم يتضمن نزع الملكيات الواقعة على مجرى السد أو إيجاد حل عاجل وفقا لخطط استراتيجية تنفذ عن طريق الشركات المختصة في ذات المجال كون الحي تقطنه أسر عديدة. ويحمل حسن السلمي، منزله يقع على بعد 500 متر غربي السد الجاري تنفيذه حاليا، أمانة محافظة جدة مسؤولية الأضرار والتلفيات التي ستلحق بالبنى التحتية والمنازل والأهالي، إذا ما انهار السد الاحترازي واندفعت مياهه بقوة نحو السد الحالي «التوفيق» الضعيف أساسا. واعتبر السلمي إنشاء سد التوفيق تخديرا لمشاعر السكان المتخوفين، ومحاولة يائسة من الأمانة لمعالجة أخطائها السابقة ببناء سد ضعيف لن يحتمل هطول الأمطار الغزيرة ولن يساهم في حل المشكلة نهائيا. وطالب بتشكيل لجنة رسمية لزيارة بحيرة الصرف الصحي والسد الاحترازي وسد التوفيق لمعاينة حجم الكارثه والخطر المحدق بأحياء شرق الخط السريع، والوقوف على الأعمال التنفيذية في سد التوفيق لرؤية مدى هشاشته وضعفه. وكان أعضاء هيئة حقوق الانسان برئاسة الدكتور عبدالله المعطاني، زاروا موقع بحيرة المسك والسد الاحترازي، ورصدوا تسربات المياه من السد تجاه حي التوفيق، واستمعوا إلى شرح من خبير إدارة الكوارث في إحدى الشركات الأجنبية المختصة مايكل كافانا، الذي بين لهم سير العمل في تخفيض منسوب المياه في السد من خلال تصريفها في مجرى محدد.