أوشكت هذا اليوم أن أعيد نشر الأمر الملكي الكريم الخاص بما أسماه الأمر (فاجعة جدة)، فهو وثيقة اتهام غير عادية اللغة، ورصاصة في قلب الفساد لها ما بعدها، وبادرة تاريخية غير مسبوقة اللغة، ولا الصيغة، ولا العبارات التي تسعى إلى معالجة الكارثة برمتها، وتطلب السرعة في تحديد المسؤول، بل إن الوثيقة أمر لا يصدر مثله إلا من خادم الحرمين الشريفين الرجل الشجاع الذي واجه الكارثة، والمتسببين فيها مواجهة المنقذ الحاضر لا الآمر البعيد. الأمر الملكي غير المسبوق عالميا، ومقدماته التي تجاوزت اللغة المعتادة، وأحرجت الإعلام، والمسؤولين، حيث لم ينسبها الأمر الملكي إلى المطر كما فعل البعض بل نسبها إلى من تسببوا فيها. في هذا الأمر يحمل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مسؤولي حكومته المقصرين المسؤولية، ويقف محاميا فذا بالحجة الشرعية مع شعبه المتضرر الذي رفع السؤال إليه عن المتسبب المتنفذ، ويحرج حتى الإعلاميين الذين كتبوا بأسلوب مماحكة الواقع خوفا على وسائلهم من أصحاب النفوذ، ويبرئ المطر، ويشير إلى أن المطر في المعدلات العادية، ثم يوجه المساءلة إلى المسؤولين المقصرين في أداء الواجب، ويشكل في نفس الأمر لجنة تحقيق تبدأ فورا، ومن أعلى المستويات في الدولة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، طالبا موافاته بنتائج التحقيق أولا بأول، وطالبا أيضا أعداد الشهداء وإعطاء أهاليهم مبلغ مليون ريال عن كل شهيد، لإعانتهم على تجاوز الكارثة وتدبير أمور حياتهم بعد أن فقدوا كل شيء. هذا الأمر الملكي الذي اختلطت فيه العاطفة الإنسانية بتلاحم القائد مع شعبه يعتبر الأول من نوعه في مواجهة الكوارث على مستوى العالم، ويثبت أن الملك عبد الله يعمل بإخلاص المؤمن الصادق بالوقوف مع شعبه في مدينة حاصرتها الفاجعة، وبهذا أحرج الإعلام العاجز عن الجهر بالحقيقة، والرجال الساكتين على الحق، والتغطية على الأخطاء، والمقصرين، فالملك يسبق الجميع بصراحته المعهودة، فلا نجد ما نقول بعده ونكتفي بالتصفيق للقائد ملك القلوب شاكرين له ملازمته لآلام شعبه الذي أحبه. التكاسل، والتهاون، والفساد الإداري هو الأمر الأخطر على حياة الناس، وتأجيل البت في تنفيذ المشاريع كان هو سبب الكارثة، وهذه أمور أشار إليها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في مؤتمره الصحافي بعد الكارثة، وقد أعلن الملك العمل بأمره قوة أكثر من التوقعات في مواجهة الكارثة، وكلف سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بصلاحيات واسعة للجنة التحقيق، وما ينبثق عنها، وأمر بتسهيل مهماتها، وطلب من لجنة التحقيق بأمر مفتوح التعاون مع من تحتاج إليه. ملك الإنسانية وقف بحزم ضد المتسيبين، ومعرقلي المشاريع، والمتنفذين الفاسدين الذين خططوا أراضي الأودية وسمحوا ببنائها، وتسببوا في كارثة كان يمكن تلافيها لو نفذت مشاريع السيول التي بقيت حبيسة أدراج البلديات، واليوم حان وقت الحساب، وتحميل كل مخطئ خطأه، وليعرف الجميع في كل مكان أنه لا أحد أكبر من النظام. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة