سألني الأسبوع الماضي أخ محب عما انتهت إليه أعمال اللجنة التي أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – أمره بتشكيلها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة إثر الكارثة التي خلفتها أمطار الأربعاء 8/12/1430ه للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب هذه الفاجعة وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة؟؟ فقلت لسائلي: إن متولي القضية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمين عليها وسموه ممن تبرأ به الذمة، ولذا أصبح اهتمام المواطن منصب على المستقبل ومعطياته التي تقينا – بإذن الله – من مثل تلك الكوارث التي اختطفت عددا من الأرواح البريئة ودمرت وخربت الكثير من الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة. المستقبل هو ما يتطلع إليه الجميع وتعمل سائر المرافق على إجراء الدراسات التي تزيل الضرر وتتوخى الإصلاح والتطوير لكل ما فيه المصلحة العامة للوطن وصالح المواطن، من ذلك الاستراتيجية العشرية التي رسم خطوطها ويرعى تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بالإضافة إلى مشروع إزالة العشوائيات، وإقامة المشاريع العمرانية والتنموية في العديد من المناطق لإزالة الأسباب التي كانت بسببها الفاجعة، ثم ما قد تسفر عنه الدراسة الخاصة بها من مقترحات للإصلاح. وليس هذا فحسب بل إن مجلس الشورى كما جاء في حديث معالي رئيس المجلس لجريدة الشرق الأوسط بتاريخ الاثنين 15/3/1431ه قد اهتم بدراسة المشكلة، إذ يقول معالي الدكتور عبد الله آل الشيخ: فيما يتصل بفاجعة السيول التي اجتاحت محافظة جدة في شهر ذي الحجة الماضي والوفيات التي نتجت عنها وما خلفته من أضرار مادية في الممتلكات والخدمات العامة، لم يكن وقعها سهلا على القيادة الرشيدة والمجتمع بشكل عام، ولعلنا نتذكر الموقف الحازم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بضرورة محاسبة المتسببين في الكارثة، حيث شكل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، للتحقيق في أسباب الكارثة وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، ونحن في مجلس الشورى أولينا القضية ما تستحقه من الاهتمام بوصفها قضية تهم المجتمع بأكمله، وكلفت لجنة المياه والمرافق والخدمات العامة بدراسة الكارثة، وليس التحقيق فيها، لأن هذا من مهمة لجنة تقصي الحقائق التي شكلت بأمر ملكي، وإنما دراسة أسبابها والحلول الناجعة، حتى لا تتكرر الكارثة في جدة أو في غيرها من مدن المملكة ومحافظاتها. ثم يضيف معالي رئيس المجلس اقتراحا وجيها بقوله: نأمل في أن يتحول الموقف الحازم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من كارثة السيول في جدة إلى برنامج عمل يتم التعامل به مع أي قصور لأي جهة كانت، سواء حكومية أو قطاعا خاصا في أداء الواجبات والمسؤوليات الخاصة بها حتى تسير الأمور فيها وفق النظام، وتؤدي خدماتها بشكل منتظم وتنفذ المشاريع التنموية وفق ما خطط بها. وهنا لا بد أن أشير إلى أهمية إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي أقرها مجلس الشورى بقراره رقم 4/3 في 13/3/1425ه وصدرت الموافقة عليها من مجلس الوزراء في 1/2/1428ه. هكذا وبكل جلاء يؤمل معالي رئيس مجلس الشورى أن يتحول الموقف الحازم لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – إلى برنامج عمل لمكافحة الفساد بإنشاء الهيئة الوطنية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي أقرها مجلس الوزراء وصدرت بها الموافقة عام 1428ه. والذي لا شك فيه أننا جميعا نشاركه هذا الأمل ليتحول مستقبل أوضاعنا إلى ما هو أحلى وأحلى بإذن الله. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة