بدلت الحياة في خيام مركز الإيواء في أحد المسارحة الكثير من عادات وتقاليد النازحين الذين قدموا من محافظات الحرث وصامطة، رغم التقارب في القرى والهجر. لهذه القبائل عادات وتقاليد تعرف بها منذ القدم، إلا أنها اضطرت للتخلي عن جزء منها في مخيم الإيواء، إذ ليس في المخيم أنشطة يمارسونها من زراعة ورعي واحتطاب، حتى نساء القبيلة فقدن الكثير من أنشطتهن وأهمها صناعة الخبز وحصاد الأرض وغيرها من الأعمال التي كن يمارسنها قبل النزوح من منازلهم في تلك القرى. يقول مرعي الحارثي: قبل النزوح كنا نستيقظ في الصباح الباكر في القرية ونتناول وجبة الإفطار المعدة في المنزل، ونخرج للعمل في المزرعة بجوار المنزل أو بعيدا عنه في الرعي، أما في المخيم فنسهر حتى ساعة متأخرة من الليل ونصحو متأخرين وهذا أمر لم نعهده من قبل. أما حسن كعبي فيقول: لم نعتد على تناول الوجبات السريعة أو المطاعم ونفضل طعامنا الشعبي الذي اعتدنا عليه في منازلنا، لكن هنا اضطررنا لتناول الأكل السريع رغم أننا لا نحبه. ويؤكد محمد شراحيلي أنه فقد في المخيم أشياء كثيرة من راحته وأنه يشعر بأنه في سجن كبير، رغم توفر كل الإمكانات والرعاية من سكن وإعاشة ورعاية صحية، مضيفا أن كثيرا من العادات افتقدناها مثل الزراعة والرعي التي أصبحت غائبة في الوقت الحاضر ونأمل العودة إلى ديارنا في أقرب وقت. من جانبها، تشير ليلى هزازي إلى أنها كانت قبل النزوح تطحن حبوب الذرة في الصباح الباكر قبل شروق الشمس ونعد التنور الخاص بالخبز ونتوجه إلى أبقارنا وماعزنا لحلبها وتجهيز وجبة الإفطار، أما في المخيم فكل هذا غير موجود حاليا وأصبحنا بعيدين عن معظم عاداتنا وتقاليدنا. وتشير عائشة محمد إلى أن النساء في المخيم يخرجن مع أزواجهن إلى السوق لقضاء بعض حوائجهن مثل شراء الملابس وبعض الأشياء الضرورية، خاصة أنهم على أبواب عيد الأضحى المبارك، أما الأطفال فيلعبوا في الملاهي والحدائق التي وفرتها الدولة.