تجاوز سعر أونصة الذهب أمس للمرة الأولى عتبة 1180 دولارا وبلغ 1180.20 دولار حوالى الساعة 7:00 ت.غ عند مستوى قياسي تاريخي بسبب تراجع سعر الدولار مجددا. وقال المتداولون في «اي تي اكس كابيتال» إن «أسعار الذهب ترتفع بسبب المضاربات المستمرة على الدولار» حيث أن المستثمرين يرغبون في شراء الذهب الذي يشكل «ملاذا في مواجهة التضخم». وارتفاع أسعار الذهب سببه أيضا قلة إنتاجه بحسب قول كل المتخصصين. فقد أعلن مجلس الذهب العالمي (أحد أبرز الهيئات المتخصصة في هذا المعدن) أن إنتاج الذهب يتوقع أن يرتفع بنسبة 3.7 في المائة عام 2009 لكنه لن يلبي سوى ثلث الطلب عليه. ومحليا، بدأ تجار وموظفون كبار في الشركات الكبرى الوطنية تحويل السيولة المتوفرة لديهم إلى مخزون من المعدن الأصفر، حيث لاحظ متعاملون في سوق الذهب اتجاها لدى أصحاب رؤوس الأموال لتحويل جزء كبير من السيولة إلى مخزون من الذهب، لا سيما في ظل انعدام الثقة في الدولار الأمريكي. وقال متعاملون في تجارة الذهب في المنطقة الشرقية إن التوجه لتحويل السيولة إلى مخزون من الذهب آخذ في التزايد، خصوصا أن أحد كبار التجار اشترى نحو 40 كجم من سبائك الذهب، فيما اشترى آخر 10 كجم، رغم الارتفاعات المتواصلة لأسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية. واعتبروا أن مصانع الذهب في المنطقة ستبدأ في الفترة المقبلة رسم سياسة تسويقية جديدة تعتمد على توسيع الرقعة الجغرافية؛ بهدف البحث عن قنوات جديدة لتصريف المشغولات التي تضررت جراء الارتفاعات الكبيرة في الاشهر القليلة الماضية. تزايد المخاوف وأوضح عبد اللطيف الناصر (تاجر) أن انعدام الثقة في العملة الأمريكية وتزايد المخاوف من انهيارها بشكل كبير أحدثا فجوة كبيرة في ميزان الطلب على المعدن الاصفر، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على المستثمرين والمضاربين في البورصة العالمية، ليشمل الحكومات والبنوك العالمية، حيث أخذت في زيادة مخزونها من الذهب لتلافي الدخول في أزمات اقتصادية في حال تعرض الدولار لمزيد من الضغوط مستقبلا من العملات الرئيسية، إذ زادت الصين والهند مخزونها الاحتياطي من الذهب عوضا عن العملة الأمريكية. وقال علي الدجاني (تاجر) إن محلات الذهب هي المتضرر الأول من وراء الصعود المتواصل لأسعار الذهب في الأسواق العالمية، وسجلت حركة المبيعات هبوطا كبيرا في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، وبالتالي فإن استمرار الارتفاع يضاعف من المصاعب التي تواجه المحلات في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن يفضلون التريث في اقتناء الذهب قبل اتخاذ قرار الشراء، بيد أن الزبائن سيصلون إلى قناعة في نهاية المطاف بضرورة التعود على الأسعار المرتفعة، لا سيما أن المؤشرات لا توحي بحدوث انفراج سواء كان دائما أو مؤقتا للمسيرة التصاعدية للأسعار، موضحا أن مصانع الذهب ستضطر في نهاية المطاف إلى إعادة استراتيجية التسويق في الأسواق المحلية، خصوصا في ظل تراجع الطلب على المشغولات الذهبية جراء استمرار ارتفاع الأسعار، بحيث ستبدأ في الفترة المقبلة رسم سياسة جديدة تعتمد على توسيع الرقعة الجغرافية لتتجاوز الحدود الجغرافية للمنطقة الشرقية لتشمل المناطق الأخرى، بهدف البحث عن قنوات جديدة لتصريف المشغولات الذهبية التي تضررت جراء الارتفاعات الكبيرة في الأشهر القليلة الماضية.