أكد وكيل وزارة السياحة المصرية رئيس قطاع السياحة الدولية سامي محمود أن السياحة البينية بين الدول العربية هي طوق النجاة للسياحة العربية لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وقال في حوار أجرته معه «عكاظ» دفع ذلك هيئة تنشيط السياحة المصرية لإطلاق مبادرة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة الموسم السياحي هذا العام في ظل تحديات عديدة، مبينا أن السياحة العربية في مصر بلغت 20 في المائة من السياح في الموسم الماضي، جاءت ليبيا في المركز الأول ب 500 ألف سائح ثم المملكة في المركز الثاني ب 400 ألف سائح والكويت في الثالث 250 ألف سائح، لافتا إلى أن مصر تجذب الاستثمارات العربية السياحية بالإعفاءات الضريبية وحرية تحويل الأرباح إلى الخارج. وأشار إلى أن السياحة المصرية لم تتأثر اطلاقا بمرض انفلونزا الخنازير، مبينا أن السلطات المصرية تجاوبت بحزم مع مزارع الخنازير. فإلى نص الحوار: • هل استغلت مصر حتى الآن إمكانياتها السياحية بشكل كامل؟ - مصر وحتى موسم 85 - 86 كانت تعتمد على السياحة الثقافية، ولكن طبقا لإحصائيات دولية، فإن هذا الناتج السياحي لا يمثل سوى 15 في المائة من حركة السياحة العالمية، وهو ما استلزم من وزارة السياحة استحداث منتجات سياحية أخرى مثل سياحة الترفيه لجذب أنواع جديدة من السياح واستغلال مناطق مثل البحر الأحمر وجنوبسيناء، خاصة بعد تطبيق سياحة طيران «الشارتر» أو ما يعرف بالطيران العارض، وقد أدى ذلك إلى حدوث طفرة في أعداد السياح الوافدين واستقبلنا في الموسم الماضي 2008 حوالى 12.8 مليون سائح، والدول التي تخطت المليون سائح في الموسم الماضي كانت روسيا حوالى 1.8 مليون سائح، ثم ألمانيا وبريطانيا حوالى 1.2 مليون سائح، ثم إيطاليا حوالى مليون سائح. • وماذا عن السياحة العربية الوافدة لنفس الموسم؟ - بلغت السياحة العربية الوافدة لنفس الموسم 2008 حوالى 20 في المائة من عدد السياح، واحتلت ليبيا المركز الأول بحوالى 500 ألف سائح، تلتها المملكة العربية السعودية بحوالى 400 ألف سائح، وأخيرا الكويت بحوالى 250 ألف سائح، ثم دول عربية أخرى بأعداد أقل وبنسب متقاربة. • إذن كيف يمكن جذب السياحة العربية في ظل تدني نسبة السياحة البينية العربية مقارنة بجنسيات أخرى؟ - قامت هيئة التنشيط السياحي بالفعل بطرح برامج سياحية للعرب فقط، ولأول مرة في هذا الموسم كان هناك اتفاق مع المنظمين والوكلاء السياحيين في الدول العربية على دعمهم بنسبة 50 في المائة من إجمالي الإعلانات المشتركة على أساس أنها جزء من مصروفات حملة الترويج، كذلك تطبيق قواعد طيران «الشارتر» لأول مرة أيضا على الأسواق العربية أسوة بالدول الأوروبية، وأيضا القوافل السياحية في الدول العربية من خلال تنظيم حفلات لفنانين مصريين تحت عنوان «ليلة مصرية» مع دعوة مديري شركات السياحة وكبار المسؤولين، ومؤخرا استضفنا 70 صحفيا عربيا من المملكة والإمارات والكويت وتونس وليبيا والجزائر ونظمت لهم رحلات تعريفية في مناطق سياحية عديدة. والتوجه الأساسي لنا موجه إلى دول مجلس التعاون الخليجي أولا، نظرا للقدرة المالية للمواطن الخليجي، وثانيا لوجود أجانب يعملون ويقيمون في دول الخليج، ونظمنا حملة إعلانية في القنوات التلفزيونية الخليجية من خلال فيلم مدته 30 ثانية تحت شعار «نورت مصر»، وبالتوازي مع حملة أخرى في المجلات الخليجية لدعوة السائح الخليجي لقضاء إجازة شهر رمضان في مصر تحت شعار «مصر روحها في رمضان» كون مصر دولة إسلامية وتتمتع بمظاهر الجو الشرقي الديني، خاصة في الشهر الفضيل، وتشمل الحملات كل البرامج السياحية والثقافية والدينية التي ستقام خلال الصيف وشهر رمضان، مثل برامج الخيام الرمضانية وحفلات الأوبرا وساقية الصاوي. • حملات الترويج السياحي لمصر.. هل تحقق أهدافها لكل موسم سياحي؟ - بالتأكيد تحقق الهدف منها ونرصد حجم الزيادة السنوية للسياحة الوافدة التي بلغت الموسم الماضي 12.8 مليون سائح بزيادة قدرها 15 في المائة عن موسم 2007 الذي كان 11.1 مليون سائح، وبلغت الليالي السياحية 129 مليون ليلة سياحية بزيادة قدرها 15.9 في المائة عن موسم 2007، كما بلغت الإيرادات 11 مليار دولار بزيادة قدرها 16في المائة عن موسم 2007. • ومتى بدأت حملات الترويج السياحي لمصر؟ - بدأت تلك الحملات منذ 15 عاما ونستعين فيها بشركات دعاية عالمية كبرى متخصصة في مجال الترويج السياحي، وطبقا لإحصاءات تلك الشركات فإن حملات الترويج لمصر من أنجح الحملات وفق معايير الزيادة المضطردة في أعداد السياح وعدد الليالي السياحية والعائد المادي ثم تنوع جنسيات السياحة الوافدة، وحاليا نتعاون مع شركة أمريكية – فرنسية ولمدة ثلاثة مواسم مقبلة. • ما هو الجديد بالنسبة للمنتج السياحي في الموسم الحالي؟ - استحدثنا سياحة السفاري، خاصة أن حجم الصحراء يمثل حوالى 94 في المائة من مساحة مصر، ووقع الاختيار على مناطق في الصحراء الغربية في مناطق الجلف الكبير والواحات البحرية، ومناطق في جنوبسيناء مثل رأس محمد وشرم الشيخ ودهب، وسياحة الاستشفاء، وسياحة الغوص في البحر الأحمر بنفس المعايير الدولية الموجودة في أي مكان للغوص في العالم، وقد استعنا بشركة نمساوية متخصصة في نفس هذا المجال، وهناك أنواع أخرى تدرس وأخذ الموافقة عليها من قبل الجهات الحكومية المعنية لوضع القواعد المنظمة لها مثل سياحة اليخوت المعروفة بسياحة الأثرياء، ولدينا من الشواطئ ما يستوعب هذا النوع من السياحة. 1.3 مليار دولار استثمارات عربية • ما هو حجم الاستثمارات العربية في مجال السياحة ؟ وما هي سبل جذبها وتنشيطها؟ - يبلغ حجم الاستثمارات العربية في مجال السياحة حوالى 1.3 مليار دولار، وهي استثمارات معظمها لمستثمرين من دول الخليج العربي، وهي على الترتيب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ودولة الكويت وليبيا، وتبلغ عدد الشركات العربية حتى الآن 38 شركة تمتلك عددا كبيرا من الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية. أما عن سبل جذبها فإننا في مصر نعطي امتيازات إضافية للمستثمر العربي لا يحصل عليها المستثمر الأجنبي، بل تكون الأولوية لرأس المال العربي، ومن هذه الامتيازات الإعفاء الضريبي لمدة عشر سنوات، حرية تحويل الأرباح كاملة إلى أي مكان خارج مصر دون قيود، بالإضافة للميزة السعرية لسعر متر الأرض التي يقام عليها المشروع، الذي قد يصل إلى دولار واحد حسب المنطقة، ويمنح حق تملك الوحدة السياحية للعرب. • هل لمستم تأثير أو رد فعل لفيروس انفلونزا الخنازير على الموسم السياحي هذا العام ؟ - إن انفلونزا الخنازير لم تؤثر على السياحة في مصر، لأن الحكومة المصرية تعاملت بسرعة وبحزم مع مزارع الخنازير، وهو ما ترك أثرا إيجابيا على حجم السياحة الوافدة، ولكن على المستوى الدولي قد يحدث تأثير يمس الجميع في حال استمرار انتشار الوباء. • هل لديكم خطة طويلة الأجل كهيئة تنشيط سياحي؟ - وضعت وزارة السياحة استراتيجية حتى نهاية عام 2014 تستهدف تحقيق معدل يصل إلى 16 مليون سائح، ويصل بنهاية عام 2020 إلى 25 مليون سائح. • ما هو حجم العمالة التي تعمل في قطاع السياحة؟ وما هي فرص العمل التي يوفرها القطاع؟ - عدد العمالة الحالي حوالى 300 ألف عامل، ويجب الإشارة هنا إلى أن قطاع السياحة من القطاعات التي تتميز بأنها كثيفة العمالة، كما يقوم على قطاع السياحة حوالى 70 مهنة مغذية ومرتبطة به، وهي العمالة غير المباشرة، والفرص التي يوفرها القطاع قائمة على التوسع في الطاقة الفندقية التي بلغت بنهاية الموسم الماضي 211 ألف غرفة وحاليا تحت الإنشاء 157 ألف غرفة، وفي كل يوم تنشأ مشاريع جديدة وتضاف غرف جديدة وبالتالي تضاف عمالة جديدة، وبفرض لو أضيفت سنويا 30 ألف غرفة والغرفة الواحدة يقوم على خدمتها ما بين فردين إلى ثلاثة أفراد، فهذا يعني أننا نحقق ما بين 60 إلى 90 ألف فرصة عمل سنويا.