رصدت «عكاظ» أمس من الخط الأمامي للمواجهة تقدم القوات المسلحة وتطهير، مشاة البحرية (المارينز) سفوح الجبال وبطون الأودية من عصابات المتسللين، بينما دمرت طائرة الأباتشي مواقع إطلاق صواريخ العصابات المخربة والمدفعية التي أرسلت قذائف وصواريخ فشلت في إصابة أهدافها. وأكد ل «عكاظ» مصدر في ساحة المعركة وجود ترتيبات لعملية ضخمة يعد لها الجيش السعودي، مشاة البحرية، القوات الجوية، والأمن العام، ملحما إلى تقدم كبير شبيه بالزحف البري والجوي المشترك لمسح وجود العصابات المسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ التي يستخدمونها والثكنات التي يأوي إليها المخربون ليلا. وكشف المصدر عن أن المتسللين منيوا بخسائر فادحة وأصبحوا يهربون إلى مواقع أبعد من جبلي دخان والدود، وحاولت مجموعات أخرى الدخول عبر جبل الرمي إلا أنهم وقعوا في مصيدة رجال مشاة البحرية. وتأتي التطورات الأخيرة في ظل تقدم للجيش اليمني واستعادته السيطرة على مواقع مهمة، واستسلام قياديين وعناصر من عصابات المتسللين وضبط معدات وذخائر قبل استخدامها. وتشير مصادر «عكاظ» في الطرفين السعودي واليمني إلى أن عصابات المتسللين بدأوا يدخلون مرحلة «الكماشة»، إذ يجري حصر المخربين في المنطقة الحدودية بين المملكة واليمن، في الوقت الذي تحرص فيه القوات المسلحة إلى عدم المساس بالتراب اليمني. وكشفت المصادر ذاتها عن سقوط مقاتلين أجانب شاركوا العصابات المخربة في التسلل. وشهدت المعارك استبسال رجال القوات المسلحة السعودية، خصوصا مشاة البحرية الذين سوندوا جوا وبرا، بطائرات تحمل قاذفات متحركة وصواريخ دكت حصون عصابات المتسللين التي كانوا يطلقون منها القذائف. وأبانت أن القوات السعودية سيطرت على مواقع في جبال أم الدبا، إثر تسلل مجموعات من العصابات المخربة زحفا البارحة الأولى، وحددت مواقع استخدمت لإرسال قذائف آر بي جي، إذ ساوت المدفعية السعودية المواقع بالأرض. وأسفرت الطلعات الجوية التي انطلقت البارحة الأولى حتى الساعات الأولى من صباح أمس، عن قصف مخابئ أسلحة وحصون تمركز فيها العصابات وقبض على من نجا منهم بعد هربهم. وطهر رجال الجيش قرى الغاوية والسبخاية إثر معلومات عن تسلل فردي للمنازل المخلاة. وفي البحر أغلقت القوات البحرية في منطقة الحدود المشتركة بالقرب من ميناء ميدي منافذ بحرية رصدت سابقا إثر معلومات عن تمرير أسلحة وذخائر إلى عصابات المتسللين عبرها، وأحكمت السيطرة على الممرات البحرية. وتوسعت مناطق إجلاء السكان من القرى الحدودية، إذ أخلت القوات أسرا من منازلها وطلبت انتقالها إلى مناطق أكثر أمنا في مخيمات الإيواء والشقق المفروشة والفنادق.