كثيرون يضربون مثالا للمرأة المقهورة والسلبية والمتخلفة بالمرأة السعودية، نتيجة مايشاهده البعض من سلوكيات الرجال عندنا من جانب، والتعتيم الإعلامي حول حقيقة أوضاع النساء في بلادنا، من جانب آخر، فبرامجنا في وسائل الإعلام المختلفة ومسلسلاتنا التلفزيونية تستحي أن تشير إلى تلك النماذج المضيئة من السعوديات، حتى إنني قرأت أخيرا عن «سعودية في لائحة العلماء الأمريكيين» من خلال صحف غير سعودية، ومن ثم رأيت أن من واجبنا كأصحاب قلم ورسالة أن نشير إلى المحاسن ونبرزها، كما نلقي الضوء على ما يبرز في مجتمعنا من سلبيات، لتصحيح صورة المرأة السعودية في الداخل، قبل أن نسعى إلى تحسينها في الخارج. والفتاة السعودية غادة المطيري، التي لم تتجاوز بعد عقدها الثالث، استطاعت بجدها واجتهادها أن تسطر قصة نجاح تؤهلها لأن يوضع اسمها في قائمة العلماء الذين قدموا للبشرية إنجازات تستحق أن يتحدث عنها العالم بأسره. لقد نجحت غادة المطيري في اختراع تقنية يتمكن الأطباء من خلالها الاستغناء عن إجراء الجراحات، بحيث يتم علاج الجسم البشري من خلال الضوء، ودون أية أضرار تلحق به. حصلت أخيرا على أرفع جائزة للبحث العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي منظمة NIH، وقيمة هذه الجائزة ثلاثة ملايين دولار، وتمنح لأفضل مشروع بحثي من عشرة آلاف باحث وباحثة، وذلك نظير اختراعها الجديد الذي قد يحل محل العمليات الجراحية، فيقلل بذلك من احتمالات الخطورة الناتجة عن هذه الجراحات، كما يقلل من آلام البشرية نتيجة تلك العمليات. ويقوم بحث الدكتورة غادة التي ترأس مركز أبحاث في جامعة كاليفورنيا على معدن صغير يسمى «الفوتون» يمكن أشعة الضوء من الدخول إلى جسم الإنسان في رقائق تسمى «الفوتون» ثم الدخول إلى الخلايا، دون الحاجة إلى عمليات جراحية، وهذا من شأنه كما تقول هي بنفسها أن يساعد على التحكم في أعضاء داخل الجسم دون الدخول إليه، كما يتحكم أيضا في وقت هذه العملية وذلك من خلال استخدام نوع من الضوء من أسهل وأرخص أنواع الأشعة، يدخل إلى الجسم والأعضاء، دون أن يمتصه الجسم، ومن ثم يمكن علاج كثير من الأمراض كالسرطان وغيره بلا ضرر أو جراحات. ولا مجال هنا للحديث عن تفاصيل هذا الاختراع من الناحية العلمية، ولكني أشير هنا فقط إلى صاحبته وهي إحدى بناتنا اللاتي ظلمن من خلال تقديم صورة غير حقيقية لهن، وأنا على يقين من أن من بين بناتنا أكثر من «غادة» لكننا نجهلهن ولا نقدرهن سواء كن على أرض الوطن أم خارجه. مطلوب تحسين صورة بناتنا ونسائنا عن طريق إبراز هذه النماذج المشرفة، حتى يكن قدوة لغيرهن، وحتى يغير رجالنا، قبل أن يغير الآخرون، نظرتهم السلبية للمرأة السعودية. وأتساءل: إذا كان الغرب قد كرم هذه الفتاة ومنحها جائزة، ناهيك عن الاستفادة من علمها، فهل فكرت الجهات العلمية وغيرها في تكريم غادة المطيري على النحو الذي يليق بها؟ انتظر ذلك، وينتظره معي الكثيرون. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة