تشهد المجتمعات العربية ذروة موضة الأناشيد التي يطلقون عليها مسمى... (الأناشيد الإسلامية)!! فظهر منها.. أناشيد للجوال، وأناشيد لليلة العرس، وأناشيد في الألعاب المخصصة لأطفال المسلمين! والعجيب أن ترى «لعبة» التصنيع «تايواني» والنشيد (يا طيبة.. يا طيبة يا دواء العطشان....) واكتملت الصورة الجديدة بأن تحول بعض المطربين إلى منشدين.. وتحول النشيد الإسلامي من بيان عذب بصوت المنشد المختص إلى نغمة رنانة بصوت المطرب الفنان! وبدأت مرحلة تبادل المواقع!! وإذا حلت المناسبات الدينية ظهر المطربون ينشدون وغاب المنشدون الحقيقيون عن الواجهة!! لماذا؟ لأن كاتب النشيد يلجأ للمطرب كوسيلة للانتشار الأسرع والأكثر في حين أن شهرة المنشد مهما بلغت لا تصل إلى حد شهرة المطرب! وفي هذا المسار الجديد إيضاح لحقيقتين، الأولى أن طرق التحايل في كسب فرص العصر لاتجد اعتراضا بل ترحيب وأقل الأحوال صمتا يجاريها ويفتح لها الطريق! فلن يرفض المتطرف سماع نشيد يقوله مطرب، بل ولن يمانع أن يطلب منه إنشاده في حين أنه يعلن موقفه ضد الطرب وأهله مما يعني أنها مرحلة التصالح مع الزمن باستغلال فرصه... وأرباحه! وتقنياته، أما الحقيقة الثانية.. ففي هذا المسار الجديد إيضاح أن بعض الدعاة المشهورين غايتهم الكبرى تحقيق المزيد من الانتشار بصرف النظر عن قيمة الوسيلة! غايتهم الكبرى تثبيت وجودهم أعلى السلم الاجتماعي وليس تحته.. وبالتالي يمكنهم تحقيق دعايتهم لأنفسهم كرواد للجماعات الفكرية والصحوية والدعوية! وعلى ما يبدو أن غسل الأموال ياقبله غسل أصوات!!! فإذا كان بعض اللاجئين لغسل الأموال من الأثرياء يحاولون التشبث بسمعة نظيفة!! فإن بعض المطربين يطبقون منهجية غسل الأموال في أصواتهم، فهم يحاولون عن طريق النشيد غسل أثر الأغنية وبالتالي يتمكنون من الوصول إلى قناعات الواقفين على الجانب الآخر من النهر الذين يوبخون الطرب وأهله ويلعنون الغناء وأغانيه، ويرون في المطربين وصمة عار الأمة! الغريب أن المطربين سبقوا المطربات في الاتجاه نحو الأناشيد... وفي النهاية الأمر يكشف إلى أي مدى يمكن التعاون مع العصر وأهوائه وأجوائه.. ومع اكتساح مشروع الصحوة وفريقها المتقدم لقيادة الجماهير والحصول على الألقاب الشعبية ظهرت الظواهر بكيفية التحايل والالتواء وتسخير الممكن والمشاع لتحقيق الأطماع وتحقيق الطموحات الشخصية! ذلك يعني أن لا ملائكة على الأرض! وأن الدعاة المتحمسين يستطيعون تركيب الحلال والحرام داخل الإطار العام للصورة بالطريقة التي تناسبهم، فيوم كان المطرب ملعونا كانوا أول الطاعنين له ويوم أن أصبح وسيلة للانتشار كانوا أول المستفيدين منه! ويوم كان التلفزيون جريمة في نظرهم قاطعوه .. اليوم هم أول المتسابقين إليه!! هذا هو الفرق!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة