واعتبر فنان العرب محمد عبده قضية سرقة الأغاني وتحويلها إلى أناشيد ظاهرة قديمة موجودة منذ أيام العباسيين، وقال ل «عكاظ»: «هذا أسلوب متعارف عليه منذ أيام الخلافة العباسية حيث كان بعض منشدي الطرق الصوفية يركبون كلام الأغاني والألحان على بعض الأناشيد التي تؤدى في المجالس المختلفة في ذلك الزمن». ورأى عبده أن هذه الطريقة توثق اللحن للأجيال القادمة وتجعله متداولا بين جميع فئات المجتمع بمختلف أطيافهم خصوصا أن النشيد له جمهوره الذي يختلف تماما عن جمهور الأغاني. ولكن فنان العرب يرى أن سوء تركيب الكلمة على اللحن قد يسيء للأغنية في بعض الحالات خصوصا إذا كانت الكلمات المحولة غير ملائمة للحن الرئيسي المأخوذ. وأشار عبده إلى أنه في ظل نظام حقوق الملكية الفكرية المعمول به في جميع أنحاء العالم فإن التعدي على الكلمة واللحن يعتبر سرقة مالم يكن هناك إذن رسمي بذلك، موضحا أن الملحن والشاعر هو الخاسر الأكبر في هذه العملية بعكس المطرب الذي تزيد هذه الأناشيد من انتشار أغنيته على حساب النشيد لأن الأصل هو الأغنية وليس النشيد. ولفت عبده إلى أن انتشار أسلمة الأغاني في الآونة الأخيرة أمر عادي ولايعتبر ظاهرة سيئة بفضل انتشار الفضائيات وتطور وسائل التقنية فيمكن أن تتحول الأغنية إلى نشيد وليس العكس لأن بعض المنشدين يتخذونها وسيلة للشهرة رغم أن المستفيد هو المطرب صاحب الأغنية تبقى الخسارة المادية والمعنوية حكرا على الشاعر والملحن بشكل أكبر.