قبل يومين نشرت «عكاظ» خبرا عجيبا حول شاعر غنائي سابق (هكذا وصفته الجريدة!) وقع تعهدا في هيئة التحقيق والادعاء بعدم تكرار محاولة الانتحار التي قام بها!، وهذا الخبر يحيلني رغما عني إلى خبر آخر نشر في صحيفة أخرى يقول إن أكثر من 35 ألف متقاعد يتقاضون رواتب تقل عن ألفي ريال، فلو بقي هؤلاء دون عمل ولم تخصم من رواتبهم حصة التقاعد لحصلوا على راتب من الضمان الاجتماعي يوازي هذا الراتب الذي اكتسبوه بعد سنوات طويلة من الخدمة!. كما يعيدني خبر الشاعر (السابق) إلى رسالة قارئة تقول إنها تعمل معلمة في مدرسة أهلية براتب يغطي بالكاد راتب السائق الذي يوصلها إلى المدرسة ورغم ذلك فإن حجم المهمات التي تقوم بها يوازي جهد أربع معلمات مجتمعات، وقد حسدتها المديرة على الدقائق القليلة التي يمكن أن نسميها تجاوزا استراحة المحارب فطلبت منها أن تقوم بمهمة تنظيف مكتب الإدارة بعد إفطار دسم، وحين رفضت تلقت إنذارا بالفصل!. وفي حي المحمدية في جدة ثمة مستشفى خاص اختلف صاحبه وهو طبيب معروف مع مالك العقار ويقال (والعهدة على من قال!) إن الشؤون الصحية في جدة تدخلت واستأجرت العقار المختلف عليه وستقوم بتحويله إلى حجر صحي للمصابين بالأمراض المعدية مثل انفلونزا الخنازير رغم أن هذا العقار يقع وسط ثلاث مدارس ومجموعة من المنازل رغم أن توصيات منظمة الصحة العالمية تحذر من وجود هذا النوع من المستشفيات داخل الأحياء السكنية، وإذا صدقت هذه الرواية فإن سكان حي المحمدية سيكونون أول مجموعة بشرية يتجول أفرادها في الأسواق وأماكن العمل دون قلق ثم يرتدون الكمامات حين يدخلون بيوتهم!. وفي جدة أيضا.. أصيبت الطفلة (نوف) بكسر خطير فنقلها والدها إلى أقرب مستشفى خاص حيث تمت (فوترته) على الأشعة والعلاج رغم أن ذلك مخالف للتعليمات!، وحين أراد نقلها إلى المستشفى العسكري رفض موظفو الهلال الأحمر بإصرار لا مثيل له، وبعد عدة اتصالات أشفق أحدهم على الطفلة المسكينة فجاءت سيارة الإسعاف ولكن سائقها رفض نقل نوف لأن المستشفى الخاص لديه سيارة إسعاف، وعاد السائق أدراجه رغم أن مشوار العودة أطول من أن يكمل (جميله) وينقل الطفلة!، فاضطر والد نوف لنقلها بسيارته وهو يتألم لصراخها مع كل حفرة ومطب!. أما أحد القراء فيقول إنه تقدم للحصول على وظيفة مراقب أمن وسلامة التي أعلنت عنها وزارة الخدمة واحتوى ملفه على: (خدمة خمس سنوات في القوات البرية – دورات عسكرية متقدمة في شركة يونايتد الأمريكية في مهارات القتال وإحداثيات الخرائط والتكتيك – دورة لغة إنجليزية – دورة إسعاف أولية – دورة إطفاء حرائق – خطاب شكر من الدفاع المدني لمساهمته في عمليات الإنقاذ خلال حريق منى الشهير حيث كان طالبا في المتوسطة – شهادة مهارة كهرباء عامة خبرة مندوب مبيعات رخصة قيادة عمومي) ورغم كل هذه المؤهلات التي تؤهله لقيادة حلف الناتو لم يتم قبوله بل حصل على الوظيفة أشخاص لا يحملون ربع هذه المؤهلات.. ولكنهم يتمتعون بفيتامين (واو) وبروتين (من الجماعة) ونشويات (الحاسب هو اللي يختار)!. وهكذا ليس أمام الشاعر (السابق) سوى أن يعود للشعر ويكتب قصيدة على ظهر ورقة التعهد يرثي فيها كل عصفور يواجه رياح الشتاء وهو (منتوف) الريش!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة