لم يمهل القدر الطفلة آلاء العبيد لتكمل تخطيطها لسفرها مع عائلتها في إجازة منتصف الفصل التي بدأت التجهيز لها منذ أيام؛ إذ سرقها الموت بعد عودتها من المدرسة دهسا تحت عجلات الحافلة التي تأخذها من المدرسة، حيث علقت عباءة الطفلة ذات السنوات السبع بباب الحافلة بعد أن أغلقته وهمت لتركض إلى منزلها الواقع بحي الناصرة في محافظة القطيف فسحبتها الحافلة التي تحركت لتكمل توصيل الطالبات الأخريات، إلا أنها سحبت معها آلاء، وفور شعور سائق الحافلة باصطدامه بشيء نزل ليفاجأ بالطفلة آلاء تحت عجلات حافلته فنقلها إلى المستشفى مباشرة إلا أنها كانت قد فارقت الحياة. وذكرت مصادر طبية بمستشفى القطيف المركزي أن الطفلة حُملت إلى المستشفى من قبل السائق؛ حيث أوصل الطفلة إلى الطاقم الطبي وسلم نفسه لإكمال الإجراءات اللازمة، إلا أن الطفلة كانت قد فارقت الحياة نتيجة لكسور في صدرها تسببت لها بنزيف داخلي. وذكر عم الفتاة محمد العبيد من مجلس العزاء، ل شمس” أن والدي الفتاة راضيان بقضاء الله وقدره، وسلما أمرهما لله بعد سماعهما الخبر، وأنهما لا يحملان سائق الحافلة مسؤولية ما حصل لابنتهما؛ كون ما حصل حادثا غير مقصود من السائق الذي تربطه علاقة طيبة بعائلة الفتاة، وهو محل تقدير واحترام لديهم؛ وهو ما جعلهم يختارونه لإيصال ابنتهم إلى المدرسة، مضيفا أن أهلها قدموا التنازل عن السائق فور تسلّمهم الجثة، وعلى الرغم من حالة الحزن التي يمرون بها إلا أنهم راضون بقضاء الله وقدره، مشيرا إلى أن والدتها كانت الأكثر تأثرا بالخبر؛ إذ كانت تنتظر أن تأتي ابنتها في موعدها اليومي من المدرسة، ومع تأخرها شعرت بالقلق؛ لتفاجأ بوالدها يأتي إلى المنزل ليخبرها بأن آلاء توفيت قبل دخولها المنزل. وقال عمها عنها: “كانت الوسطى بين أختيها، وكانت تحب دراستها، إذ تشهد لها جميع مدرساتها بالاجتهاد والأدب، فكانت أمها تفخر بها دائما؛ حيث نجحت بتفوق في الصف الأول الابتدائي وهي تدرس في الصف الثاني الابتدائي”، ويضيف: “آلاء كانت مرحة ودائمة الحركة، فكانت تثير الفرح والبهجة في منزلهم طوال اليوم، ويحبها كل من التقى بها لشخصيتها المحببة المرحة”، ويطالب عم الفتاة جميع السائقين الذين يعملون في توصيل الطالبات بالتأني والحذر أثناء قيامهم بعملهم؛ إذ إنهم يتحملون مسؤولية هؤلاء الطلاب الذين يوصلونهم منذ تسلّمهم من منازلهم حتى إيصالهم إلى باب المدرسة والعكس. وتعيد هذه الحادثة مطالبات سابقة من قبل تربويين وأولياء أمور بضرورة وضع مشرفات في حافلات النقل المدرسية لتوصيل الطالبات إلى منازلهن سالمات أو إلزام سائقي الحافلات بانتظار الطالبة حتى تصل إلى باب منزلها قبل أن يتحركوا، إذ فجرت هذه المطالب حادثة مماثلة راحت ضحيتها طفلة في ال11 من عمرها بالسيناريو ذاته قبل عامين في مدينة صفوى بمحافظة القطيف.