استطاع وباء انفلونزا الخنازير H1N1 بث رسائل توعوية مكثفة للعائلات السعودية خلال مدة وجيزة. وآتت هذه الرسائل أكلها سريعا، في وقت عجزت كل الرسائل الإعلامية وحملات وزارة الصحة التي تنادي بأهمية النظافة وضرورتها في الحياة اليومية القيام بمثل هذا الدور. ويبدو أن هذا هو الجانب الأكثر إشراقا في وباء انفلونزا الخنازير، في حال سلمنا أن لكل شيء جانبا مشرقا حتى الأوبئة. وأعطى هذا الوباء الذي دهم المجتمع دون سابق إنذار، دروسا مكثفة في أهمية النظافة والغسيل بالصابون وضرورة وجود المعقمات اليدوية والمناديل الورقية طوال اليوم مع الشخص، فأصبح مشهد حمل المناديل والمعقمات أمرا مألوفا في أوساط الطلاب والموظفين. ويقول فهاد الذويبي (معلم) إن جل التعقيم والبخاخات الصغيرة التي تستعمل لتنظيف وتعقيم اليدين لم تعد أمرا مستغربا كما كان في السابق، مؤملا أن يتواصل هذا الوعي ولا ينتهي بنهاية المخاوف من وباء الانفلونزا. وتحت مقولة «رب ضارة نافعة» يقرأ فهد الثبيتي هذه الحالة، مشيرا إلى أن انتشار الوعي بأهمية النظافة هو المنفعة الكبيرة التي يمكن أن نخرج بها من هذه الأزمة، غير أن الرابح الأكبر من ذلك هو المحال التي تبيع المعقمات وأدوات النظافة. وبحسب عاملين في تلك المحال فإن الإقبال على المعقمات وأدوات النظافة ارتفع بنسبة 65 في المائة. ويقول مهدي التابعي (صاحب محل) إن أدوات النظافة والمعقمات أصبحت تنفد من المحل سريعا «هذا ما لاحظناه خاصة مع بداية العام الدراسي مما جعلنا وغيرنا نحرص على إحضارها بكميات كبيرة»، فيما يؤكد أنور الرشدي (بائع في صيدلية) أنه من النادر أن يدخل الزبون للصيدلية دون أن يطلب معقمات يدوية أو مطهرات للمنزل. وبحسب دراسات طبية، فإن الماء والصابون هما الطريقة الأكثر فعالية في محاربة الجراثيم والميكروبات التي تتنقل من مكان إلى آخر، وأكدت على أن مدة الغسل يجب أن لا تقل عن 20 ثانية. وبينت الدراسة أن استعمال المعقمات التي تحتوي على الكحول تكون بديلا مؤقتا فقط للماء والصابون الذي لا يمكن الاستغناء عنهما واستعمالها بين الحين والآخر.