كل مرة أتابع محاضرة تتحدث عن «الفكر الضال» الذي يغرر بشباب الوطن الآن أصبحت المحاضرات تتحدث عن الفكر الضال الذي بدأ يغرر ببنات الوطن أحاول متابعتها بدقة وتركيز لعل المتحدث يقول ما هو مسكوت عنه، أو ما أراه مسكوتا عنه. آخر محاضرة تابعتها من خلال الصحف، محاضرة عميد كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور فهد الفهيد التي نشرت في جريدة الحياة الأربعاء الماضي، وكان قد تحدث فيها عن الفكر الضال الذي مازال ينتشر، وكان عنوان محاضرته «سقط القناع وظهرت الحقيقة»، وأكثر ما لفت انتباهي في محاضرته، جملته «إن التنظيمات الإرهابية جاءت نتيجة لجهل منظريها وما صنعوه في عقول الفئة الضالة». ولست أدري ما المقصود بكلمة «جهل»، فهل منظرو القاعدة جهلة إلى هذا الحد في تفسير الدين، أم هم يفسرون الدين لتحقيق مصالحهم السياسية؟. فما أعرفه أن كل المنظرين للقاعدة هم وإلى قبل أن ينكشفوا كما يقول الدكتور، كان يتم تقديمهم على أنهم علماء العالم العربي، وكانوا أساتذة جامعات كالشيخ «عمر عبد الرحمن» وغيره، وهذا يؤكد أنهم ليسوا كما يقول الدكتور، بل هم يحاولون تفسير الدين لأجندة سياسية، يريدون القفز على السلطة، وساعدهم في هذا ولادة الدولة الدينية في إيران والتي تحمل مذهبا مخالفا لمذهبهم، ولو وصلوا للسلطة لكان العالم العربي بأكمله يعيش حروبا داخلية وخارجية، لأن الحروب الدينية ليست مرتبطة بتاريخ محدد أو بالجغرافيا، أي لا يراد منها احتلال أرض، أو مرتبطة بزمن محدد، فهي حروب لا نهائية لأنها تستهدف تدمير الآخر تماما. أعود لمسألة «الجهل» لأؤكد أن منظري القاعدة ليسوا جهلة كما تحاول كل ندوة أو محاضرة تقديمهم، بل يفسرون القرآن لتحقيق مصالح سياسية، ويعلمون أن القرآن كما قال علي بن أبي طالب رحمة الله عليه «حمال أوجه»، ولكن هم لا يقولون للناس أن هذا تفسيرهم وفهمهم للآية أو الحديث، بل يضعون قارئهم في مواجهة الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم، فيقولون: هذا ما أراده الله عز وجل، وليس ما فهمه هو من القرآن والحديث، ومن الطبيعي ألا يعترض العامة على ما قاله القرآن الكريم، فهو كلام الله، ومن الطبيعي ألا ينتبهوا أن القرآن وإن كان كلام الله، إلا أن مفسره منظري المذاهب بشر، فلا أحد أخبرهم طوال حياتهم الدراسية أن التفسير فعل بشري. ثمة أمر آخر وهو المسكوت عنه في كل محاضرة، وأعني هنا تكرار جملة «الشباب المغرر بهم»، ما الذي يعنيه حين نقول عن طلاب في الجامعة أو تخرجوا من الجامعة بأنه تم التغرير بهم من الفئة الضالة؟.. إنه يعني وباختصار شديد، أن التعليم مازال غير قادر على صناعة عقول تستطيع تفسير الأمور لوحدها دون معلم، لهذا تحتاج لوصاية دائمة حتى لا يغرر بها، تحتاج لرقابة دائمة حتى لا تفسد، وإن غابت الوصاية أو المراقبة، ارتكب الشباب كل الشرور بنوايا حسنة، مع أنهم لا يقصدون الشر، ويريدون الذهاب للجنة عن طريق قتل الأبرياء. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة