أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية أمس واحدا من تعاملاته التي تتسم بالحرفنة من قبل صانع السوق، حيث واصل البقاء فوق حاجز 6292 نقطة، واستطاع أن يغلق أعلى من القمة السابقة والمحددة عند مستوى 6368 نقطة، مع تسجيل قمة جديدة عند مستوى6376 نقطة، بقيادة سهم الراجحي. وكان الهدف من مثل هذا الإجراء إعطاء الفرصة للأسهم التي لم تتحرك، أو التي كان تحركها بطيئا في الجلسات السابقة ولم تواكب موجة الصعود الحالية. فكما نلاحظ أن السوق تشهد تحرك أسهم جديدة في كل جلسة تختلف عن الجلسة السابقة، مما يعني أن السيولة تبحث عن الفرص في الأسهم الخاملة معتمدة على مكرر الربح للسهم، وهذا طبيعي مع بدء إعلان أرباح الربع الثالث، ومن الواضح أن السوق أصبحت بحاجة إلى دخول سيولة جديدة حتى لا يتم تشتيت السيولة الحالية بين القطاعات أو تعلق في حال تعرضها لعملية جني أرباح من النوع القاسي، حيث سجلت أعلى حجم لها خلال هذا المسار بنحو 5.1 مليار وأقل حجم بمقدار 4.1 مليار. ومن الملاحظ أن أية سيولة تدخل تميل إلى المضاربة أكثر من المحاولة للاستثمار أكثر من أسبوعين، فمن الملاحظ خروج السيولة من القيادي والدخول في الأسهم الصغيرة في أوقات قرب إغلاق الجلسة. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام على ارتفاع بمقدار 55.96 نقطة أو ما يعادل 89 في المائة ليقف عند مستوى 6370 نقطة، وبحجم سيولة تجاوزت خمسة مليارات، وبكمية أسهم منفذة تجاوزت أيضا 212 مليون سهم، توزعت على أكثر من 110 آلاف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 101 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 16 شركة، وجاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية على المدى اليومي. وكانت السوق تميل إلى الشراء أكثر من البيع في أغلب فترات الجلسة، ومن أكثر ما يؤرق المتعاملين الخوف من التصريف الاحترافي. من المتوقع أن تشهد السوق اليوم مزيدا من الارتفاع المحدود وأن يكون التذبذب في نطاق ضيق، والإغلاق يأتي باللون الأحمر وبمقدار نقاط طفيفة، ففي حال حدوث هذا السيناريو يعتبر إيجابيا على المدى البعيد، حيث تحتاج السوق إلى مزيد من الهدوء وقبل اختراق المنطقة الممتدة ما بين 6375 إلى 6440 نقطة، بشرط عدم كسر حاجز 6350 نقطة والتي يعتبر الإغلاق أعلى منها إيجابيا.