افتتح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس تعاملاته اليومية على ارتفاع ب 27 نقطة، واتسم أداؤه بالتذبذب العالي السريع، منتهجا أسلوب جني الأرباح اللحظي والمتكرر في الجلسة الواحدة ولأكثر من مرة. ويعتبر هذا إجراء إيجابيا، ولكنه يتطلب مزيدا من الإجراءات، ومن أهمها: عدم ارتفاع السوق في الأيام المقبلة عن طريق القطاع المصرفي، باستثناء سهم الراجحي، عدم إعطاء قطاع الأسمنت زخما سريعا، وهذه استراتيجية سبق أن طبقتها السوق في بداية العام الحالي 2009م، ونجحت إلى حد ما، حيث جذبت ما يقارب 13 مليار ريال كسيولة يومية، حيث سجل المؤشر العام أمس أعلى قمة يومية عند مستوى 6292 نقطة، لتأتي ضمن ارتفاعات المسار الصاعد الذي بدأه من عند مستوى 6025 نقطة بتاريخ 14/12/2009م. وجاء ارتفاع أمس نتيجة دخول سيولة جديدة على شكل دفعات، حيث تجاوزت المليار ريال في الساعة الأولى من الجلسة، وكانت في أغلب الأوقات تتجه إلى أسهم الشركات الثقيلة والقيادية، وفي مقدمتها سهم سابك الذي اجتاز سعر 83 ريالا وسجل أعلى مستوى له عند 85 ريالا.. ويعتبر هذا السعر قمة سابقة، والتداول على هذا السهم دون اختراق هذا السعر ارتفاعا في الأيام المقبلة سيؤدي إلى تراجع السهم، حيث يتطلب عدم خروج السيولة منه، وأن يتم اختراق سعر 85 ريالا، وعدم العودة إلى كسر سعر 81 ريالا بالتزامن مع تراجع سهم الراجحي. ومن المتوقع أن تشهد الشركات الخفيفة اليوم حركة جديدة، فهناك سيولة جديدة لكنها تميل إلى المضاربة أكثر من الاستثمار، فلذلك سوف تكون هناك أسهم شركات عليها تذبذب سريع يمكن للمضارب المحترف أن يحقق معها مكاسب جيدة. ومن الإيجابية أن لا يتداول المؤشر العام اليوم تحت سقف 6262 نقطة، ويتوقع أن يستهل تعاملاته على ارتفاع طفيف ثم العودة إلى الخلف والبقاء في أغلب فترات الجلسة بين الصعود والهبوط مع تقلب أسعار أسهم الشركات قريبة من سعر المقاومة. إجمالا أغلق المؤشر العام على ارتفاع بمقدار 27.61 نقطة أو ما يعادل 0.44 في المائة، ليقف عند مستوى 6271 وبحجم سيولة قاربت على 3.5 مليار وكمية أسهم متداولة بلغت نحو 142 مليون سهم، جاءت موزعة على أكثر من 74 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 71 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 35 شركة من بين مجموع 134 شركة تم تداول أسهمها خلال الجلسة. ومن الناحية الفنية جاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية على المدى اليومي، وإن كان يجب أن يكون الإغلاق المثالي أعلى من مستوى 6316 نقطة، حيث استطاع المؤشر أمس تجاوز خط 6262 نقطة، ما يعني أن بقاءه فوق هذا المستوى أنه لديه فرصة لتحقيق الهدف الثاني والمحدد عند مستوى 6352 نقطة، التي يعني تجاوزها والإغلاق أعلى منها لمدة ثلاثة أيام وبحجم سيولة تدريجية تصل إلى أربعة مليارات ريال سوف تمكنه من دخول القناه الأكثر اتساعا، ويعتبر كسر خط 6166 نقطة بداية السلبية، وتزداد عندما تكون السيولة أكثر من ثلاثة مليارات ريال، ويتجه المؤشر العام إلى أقل من 6166 نقطة، حيث لم يتبق سوى دعم 6025 نقطة، والذي يعتبر تحصيل حاصل في حال تزايد السيولة.