حفلت تداولات السوق خلال الأسبوع المنقضي بعدد من الأحداث سواء الإيجابي منها أو السلبي، وكان لصدور نتائج سابك التي حققت أرباحا بمقدار 3.6 مليار ريال متفوقة عن أرباح الثلاثة أشهر الماضية، لكنها منخفضة مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، أثر واضح في زيادة جرعة التفاؤل وتحسن الحالة النفسية التي عكستها زيادة معدلات السيولة المتداولة التي فاقت 8.5 مليار ريال. كذلك أدى انخفاض أرباح شركة الاتصالات السعودية عن الأرباع الثلاثة الماضية وعن الربع المماثل من العام الماضي إلى حدوث ضغط سعري على سهم الاتصالات وتأثر كامل القطاع من هذه النتائج، إضافة إلى تحقيق شركة زين خسائر تشغيلية فادحة تجاوزت فيها خسائر الربع الماضي التي كان لها دور في الضغط على مؤشر القطاع والسوق معا. إلا أن تحقيق شركة موبايلي لأرباح بمقدار 850 مليار يال تقريبا، إضافة إلى قيام شركة الاتصالات السعودية بالإعلان عن توزيع 0.75 ريال لكل سهم عن الربع الثالث والتي يستحق بها التوزيع الأربعاء المقبل خففا الضغط الذي كان يمكن أن يكون أكبر من ما حدث، وبالتالي خففت الآثار النفسية وحركة البيع المكثف التي واجهت أسهم شركتي الاتصالات السعودية التي تماسك سعر سهمها عند 48.8 ريال، بالإضافة إلى تماسك جيد لسعر شركة زين عند سعر 10.95 ريال. ولوحظ أن تركز التداولات كان على عدد محدود من الأسهم أبرزها سابك والراجحي والإنماء وزين وإعمار والاتصالات السعودية، فيما توزعت بقية التداولات على باقي القطاع وخصوصا قطاع الأسمنت الذي عاد إليه النشاط مجددا بعد أن استطاعت كل شركاته تحقيق أرباح بالرغم من حالة الركود في حركة البناء والتطوير العقاري، إضافة إلى تأثرها بقرار منع التصدير للخارج الأمر الذي قلص من أرباحها بشكل ملحوظ. إلى ذلك استطاع المؤشر اختراق مقاومة 6350 نقطة ومنها إلى نقطة 6440 وكذلك 6488 التي كانت منعطفا حاسما للاستمرار إلى حاجز 6500 أو العودة منه، لكن الأرباح الإيجابية للشركات نهضت بالمؤشر إلى مستوى 6560 نقطة. حيث جاء إغلاق تداولات الأسبوع بيوم أمس الأول الأربعاء عند نقطة 6515 نقطة، أي فوق حاجز 6500 نقطة. واستطاع المؤشر تقليص الخسائر خلال الجلسة التي بلغت أكثر من 80 نقطة بالإغلاق بخسائر محدودة بمقدار 25 نقطة وبحجم تداولات فاق ستة مليارات ريال. هذا الإغلاق يعبر عن سلوك المؤشر بالعزم على زيارة نقطة 6630 نقطة، حيث ستكون منعطفا آخر لاختبار مقاومة 6767 نقطة أو تكون نقطة مقاومة عنيفة سيكون عندها حدوث جميع الاحتمالات فإما أن يستقر المؤشر عندها أو بالقرب منها ويأخذ عزما قويا بالارتداد المحدود إلى نقاط دعم محددة لا تتجاوز كسر 6480 نقطة أو تكوين نمط حيرة يستمر لعدة أيام يتضح من خلالها إمكانية حدوث تصحيح وتكوين موجة هابطة محدودة تستهدف العودة إلى مستوى 6170 نقطة أو 5980 نقطة. أما في حال الاستقرار عند نقطة 6700 فهذا الأمر يؤدي إلى ترجيح استمرار المسار الصاعد إلى نقطة 6800 إلا أنه احتمال ضعيف. ونرى أن المسار العرضي بعد الاقتراب من حاجز 6700 سيكون هو الأرجح، خصوصا إذا ما نشطت أسهم المضاربات الخفيفة التي يرجح أن تتحول إليها السيولة بعد خلو التداولات من الأخبار المؤثرة بمسار المؤشر، فيما يتوقع أن تتحرك الأسهم القيادية بمسارات محدودة تحاول فيها تكوين أنماط ونماذج فنية انعكاسية أو تكميلية ترسم من خلالها مسار المؤشر للمرحلة القادمة. لذا من المهم مراقبة اختراق نقطة 6606 نقطة أول أيام الأسبوع والإغلاق فوق هذه النقطة سيقوده إلى اختبار مقاومة 6747 نقطة، أما الإخفاق أكثر من مرة من اختراق نقطة 6606 والعودة إلى 6400 فهو يعبر عن سلبية محتملة تؤدي إلى تكوين موجة هابطة خلال الأسابيع المقبلة.