اعترض البعض على أفراح العيد التي غابت عنا لسنوات، ثم عادت بعد طول انتظارها، وهاهي جاءت على يد رجال يدركون حاجة المجتمع للترفيه، ويعرفون أننا نحتاج هذا الفرح في فواصل حياتنا مثل الأعياد، والمناسبات الوطنية، والاعتراض الذي أشرت إليه يأتي من أناس يريدون الجميع في السلوك على مسطرة اجتهاداتهم الفردية المتشددة. المفترض أن نطبق مسطرتنا على أنفسنا، فمثلا عندما لا نرتاح لسماع الموسيقى بوازع ذاتي، أو عدم تذوق الموسيقى فإننا نغلق الراديو، كما أننا لا نذهب لعرض مسرحي، أو سينمائي، أو موسيقي، ونحن نعرف مسبقا أنه ينز عن ذوقنا، أو التزامنا بتفسير نص من النصوص، لأنه في تقييمنا غير شرعي، أو غير مباح، بينما لا يجد آخرون حرجا فيه لأن المحرمات القطعية معروفة للجميع. غير الصحيح هو أن يحاول أفراد فرض اجتهاداتهم، وما يرون أنه صحيح، وغير صحيح على أناس آخرين بمنعهم من الترفيه البريء بحجج ما أنزل الله بها من سلطان، فإذا كانت نفوس بعضنا لا ترتاح للترفيه المعتاد فهي، وما أرادت لكن ابتسامة العيد، وغيره من المناسبات هي مطلب نفسي لكثيرين، ولا يجوز حرمانهم منها فيما أباحه الله لهم من تمتع بزينة الدنيا. وقد أحسنت أمانة منطقة الرياض بوضع البذرة بتشجيع الترفيه، وزرع الابتسامة على وجوه الناس فقد أحس أهل الرياض فعلا أنهم في مدينة إنسانية تعمها حرارة الحياة في أيام العيد، والمناسبات الأخرى فعدد الفعاليات هذا العام فاق المتوقع ولم يعد مقصورا على مكان واحد وتمت الفعاليات في أربعين موقعا عرضت ما يزيد على ثلاث مائة فعالية بجهود مشتركة من كل الإدارات، وإقبال الناس الكثيف على هذه الفعاليات، والاهتمام بها سيخلق سوقا رائجة للترفيه العام وهو الشيء الذي يتعطش له الناس في الرياض، هذا سوف يجعل الناس يتعلمون الفرح الذي فقدوه لسنين، وتنشط في المدينة سياحة ذاتية لها جدوى وتستطيع أن تحقق الاستمرارية، ولا تجعل الأمانة أو غيرها من الجهات تضطر لتمويلها في المناسبات مثل اليوم الوطني، أو الأعياد. وهذا العام، مثل كل عام، سمعنا من يعترض، ويمنع الناس عن الفرح بأدلة حسب تفسيره، لكن المسلمين وعبر العصور، عرفوا الفرح، والفنون، رضيها من رضيها، وأباها من أنكرها، و لم يمنعوا أحدا مما أراد، ما لم يكن فعله معصية معلومة. الناس تحتاج الترفيه حاجتها للطعام والشراب، فهو في الدوافع الأولية، ومنع الترفيه البريء يؤدي لحال من الكآبة، وقلة الإنتاج، وتوقف التفكير خصوصا عند من يعملون لأوقات طويلة. من كل هذا كانت خطوات أمانة منطقة الرياض موفقة في البذل للترفيه الموسمي، ليكون هذا البذل خطوة في سبيل الترفيه الدائم في العطل الأسبوعية، وفي المساء بحيث تجد الأسر ما تذهب إليه غير الأسواق التجارية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة