شنت أمانة مدينة الرياض حربها المعتادة على الكآبة في أكثر من (40) موقعا ترفيهيا، موزعة على كافة أرجاء مدينة الرياض، وتنوعت الفعاليات ببرامج الترفيه المختلفة، وعروض المسرح، وقد أحس الناس فعلا بانتصار الفرح على الكآبة والحزن في العيد، خصوصا أن الجو بدأ يميل للاعتدال، مما يساعد على حركة حرة لمجتمع هذه المدينة الكبيرة المزدحمة، عراب هذا الجهد المميز صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف، أمين منطقة الرياض، الذي غير وجه الرياض إلى وجه مشرق مبهج خلال العيد وبشكل غير مسبوق في السنوات الماضية. تعرفون أن الرياض مدينة مترامية الأطراف بامتداد مدني يربو على (70) كيلو مترا، مما يجعل تسطحها الكبير يشبه مدنا متراصة، يصعب تقديم الخدمات البلدية، والترفيهية لها جميعا، لكن أمانة مدينة الرياض كثفت العمل الترفيهي بحيث لا يستثني منطقة من هذه الجهود خصوصا أيام العيد، وهو عمل يراه ويحسه كل أهل الرياض ويشكرون الأمانة عليه. هذا التوسع الكبير، والبذل السخي يؤثران في المستوى النوعي لعدد من العروض التي يرتجلها أصحابها، فرغم أن بعض المؤدين من كبار النجوم، إلا أن معظمهم يستسهل العمل، ينسى نصه المكتوب، ويسيطر على ذهنه هاجس التهريج أكثر من هاجس تأدية عمل يشيع بين الناس القيم، من هنا يغيب العمل الجيد المتكامل في الرديء، والمتعجل، في كثير من المواقع مما يجعلنا كل عام نطالب بالبحث عن طريقة أخرى للحفاظ على النوعية، ولو بتقليل عدد الفعاليات كي ترضي الذائقة المتوسطة. فمهرجانات الألعاب، وما يشبهها من تهريج على طريقة السيرك كافية لمسألة الترفيه للترفيه، ولكن أدوات الثقافة النوعية البصرية مثل المسرح والسينما، يجب أن تقدم بقدر أعلى من الجودة، والمسرح والندوات، وغني عن القول إن الضحك في المسرح بالذات لا يشترط الإسفاف في القول والفعل، فالجودة المعمولة بإتقان يمكن أن تكون كوميديا ساخرة أكثر من التهريج الفارغ، وتترك أثرا من القيم في ذهن المتلقي بالتشارك حتى بعد مدة طويلة من الحدث. من هنا أقول ليس من المنطق عرض ما يقرب من عشرين عملا من ثقافة المسرح دون وجود عمل أو عملين يمكن الحديث عنهما بالتميز، وتكرارهما، وخارج مفهوم المدير التنفيذي (في الأمانة، أو اللجنة) الذين يأخذون الترفيه بمعناه الحرفي خارج المعنى عندما يرددون إن غايتنا إضحاك الجمهور فقط، مع أن الجودة لا تتعارض مع الإضحاك، والإدهاش، والترفيه، وهو ما يتحقق ببنية أدبية صحيحة، وما سوف يأتي بفئة من الناس غائبة لا تحضر هذا التهريج المفرط الذي يحرص عليه النجوم ربما خارج النص الأصلي الذي معهم لتأكيد ذواتهم.. ما نطالب به هو: أولا تقليل فعاليات الثقافة المسرحية لحساب النوعية، وإعطائها الفرصة للتجوال في كل مراكز العرض في الرياض، وخارجها، وعدم حشر كل ما ينتج في ثلاثة أيام العيد، ومد الفترة للعروض حتى يعود الناس من الإجازات، ويلحق من فاتهم بعض عروض ما بعد أيام العيد لكي يروا هذه الأعمال النوعية المقترحة، بحيث تعرض من جديد، ويتحقق الغرض من نشر الثقافة البصرية التي تحمل القيم العالية؛ وأكرر أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تكون كوميدية مضحكة، وبممثلين من المشهورين بالإضحاك، وسيكون الفارق هو الجودة الفنية للعمل، والارتقاء به للنوع المؤثر الذي لا ينقص الترفيه، مثل هذا العمل النوعي يستحق دعما أكبر لتحقيق شرط الجودة في الإنتاج بما يختلف عن عشرات مما ينتج الآن، فتحصل الأمانة على الحسنيين تطوير الفن، والحصول على هدفها من عروضها، وهو ما نريده من سمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف رجل الريادة في ترفيه الرياض، بعد أن عجزنا عن إيصاله في السنوات الماضية للمسؤولين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز240 مسافة ثم الرسالة