صدر في يوم 5 أكتوبر أول كتاب للتاريخ الرسمي لجهاز المخابرات الداخلية البريطانية "ام آي 5". وجاء في الكتاب الذي ألفه كريستوفر اندرو، وهو بروفيسور في جامعة كامبردج، إن المخابرات البريطانية فشلت في ملاحقة عملاء المخابرات السوفيتية الذين نشطوا في بريطانيا منذ بداية الحرب الباردة حتى سبعينات القرن العشرين. وضمت مجموعة "الجواسيس الروس" الأكثر نشاطا خمسة أشخاص من خريجي جامعة كامبردج على رأسهم الشيوعي كيم فيلبي الذي دخل في تعاون مع المخابرات السوفيتية في عام 1934. وتطوع خريجو جامعة كامبردج الخمسة لخدمة مصالح الاتحاد السوفيتي معتبرين الاتحاد السوفيتي دولة ذات قوانين عادلة تضمن الحرية لكل المواطنين. وزود هؤلاء المخابرات السوفيتية بمعلومات هامة كانت في متناولهم في مواقع عملهم حيث عمل فيلبي في جهاز "ام آي 5" بينما انتسب زملاؤه إلى وزارة الخارجية ووزارة المالية في حين كان الزميل بلانت قريب الصلة من الأجهزة الخاصة البريطانية. ولم تتمكن أجهزة مكافحة التجسس البريطانية من كشف حقيقة "مجموعة كامبردج" إلا بمساعدة امرأة غضبت على فيلبي الذي عمل صحفيا في بيروت وقتذاك لأنه كتب مقالات تعادي اليهود وتدعو إلى تأييد العرب. وأبلغت تلك المرأة الغاضبة واسمها فلورا سولومون، وهي عشيقة سابقة ل"الكسندر كيرينسكي" الذي تولى رئاسة الحكومة المؤقتة في روسيا في فترة ما بعد سقوط نظام الحكم الملكي في عام 1917، وهي الحكومة التي أطاحت بها الثورة العمالية في نفس العام، أبلغت سولومون رفيقها الجديد فيكتور روتشيلد، وهو مسؤول سابق بجهاز "ام آي 5"، بأن فيلبي دعاها للتجسس لحساب المخابرات السوفيتية قبل الحرب العالمية الثانية. وفتحت المخابرات البريطانية تحقيقا ضد فيلبي ورفاقه بناء على شهادات سولومون، وكشفت سرهم.