مناشدة وكيل وزارة الثقافة والإعلام (د. عبد الله بن ناصر الجاسر) كل مستثمر في القنوات الفضائية العربية الابتعاد عن الإساءة لهذا المجتمع، ينبغي أن تفهم على أنها رسالة ذات أبعاد كثيرة ومهمة، وليست شعارا مجردا من معناه الوطني والاجتماعي، بل هي دعوة مسؤول إعلامي سعودي، يستشعر هو الآخر مسؤوليته إزاء الإعلام الموجه من الخارج، بأن يتقي الله فيما يبث من قضايا مجتمعية سعودية، يحاول من خلالها التركيز بصورة لافتة للنظر على السلبيات، وتجاهل الإيجابيات، والترويج للرذائل والتغاضي عن الفضائل. من المتفق عليه، أن الإعلام سلاح ذو حدين، في حده الأول: توعية، وتثقيف، وتعليم، وفي حده الثاني والأخير: هدم وتخريب وتدمير. فبعض الفضائيات العربية وليس كلها من النوع الثاني، تتسلل إلى البيوت السعودية، وتتعلق بها أنظار الشباب والأطفال الصغار، وبحكم العمر يعدون ما تبثه الأمثل، وما دروا أنها تقدم لهم السم في العسل، وتخرب عقولهم، وتدمر نفوسهم، وتقضي على كينونتهم الإنسانية. كيف فهم المستثمرون العرب في الفضائيات رسالة الدكتور الجاسر؟، ماهي ردود أفعالهم إزاءها؟، كيف سيتم تعامل فضائياتهم مستقبلا مع قضايا المجتمع السعودي؟، هل هناك مجاهرون جدد بالمعاصي؟، أسئلة يجيب عنها مستقبل ماتبثه تلك الفضائحيات، التي تبحث عن الإثارة وهي في مقاعدها الوثيرة، تضع رجلا على رجل، وساقا على ساق، بينما الجمهور غارق حتى أذنيه، في فضائحيات يندى لها الجبين خجلا!!. شهد القرن العشرون صراعا بين إيديولوجيات إعلامية كثيرة، اختلفت فيها النظرة إلى المجتمع وإلى الحياة، وإلى الحياء أيضا، وبعد أن استعاد الملك عبد العزيز ملك آبائه وأجداده، كانت هناك صحيفة واحدة (أم القرى)، وإذاعة واحدة (الإذاعة السعودية)، ولغة واحدة (العربية)، ولم يظهر آنذاك الرائي (التلفاز)، أو الشبكة العنكبوتية (الانترنت)، ومع ذلك عاش المجتمع السعودي أزهى عصوره الإعلامية، فلم تكن هناك صحيفة سعودية تنشر الفضائح، ولا إذاعة سعودية تبث الرذائل. أما اليوم فقد غدت الساحة الإعلامية مفتوحة على مصاريعها، والمجتمع السعودي يشهد زحفا إعلاميا خارجيا نحوه، يزعم أنه يلبي حاجاته، ويعالج قضاياه بأسلوب عصري، بينما هو يخاطب الجمهور السعودي بلغة غرف النوم!!. كل هذا لا ينبغي السكوت عليه، ولا ينبغي أن تستمر بعض الفضائيات العربية في الجهر بالمعاصي. وعليها أن تسمع صوت العقل، والمنطق، فلا تعتدي على حريات المجتمع السعودي، ولا تصور أفراده على أنهم مجاهرون بالمعاصي. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة