أستبعد أن يكون إنشاء أربع قنوات فضائية سعودية جديدة، خبط عشواء، أو عملا ارتجاليا، فالإعلام لايقبل الارتجال، ويرفض العشوائية، وإذا كانت بعض القنوات الفضائية العربية، ظهرت بدافع إثبات الوجود، ودون تخطيط مسبق، وبلا دراسة جدوى إعلامية واقتصادية، فقد كان الفشل مآلها، وفي ساحة الإعلام العربي أكثر من قناة تدل على ذلك، ولعل السرعة التي ظهرت بها القنوات السعودية الأربع، تدعو إلى التوقع بأنها خضعت للدراسة، والتخطيط والجدوى الإعلامية والاقتصادية، ومع ذلك فمن المبكر الحكم على مدى نجاحها جماهيريا، مالم تخضع لدراسة إعلامية شاملة، يضطلع بها أحد مراكز البحوث العلمية السعودية، أو الجامعات السعودية، أو خبراء إعلاميون سعوديون مهنيون، توضع أمامهم الأسس التي اعتمدت عليها هذه القنوات، والمضمون الذي تؤديه، والميزانيات المرصودة لها، والقوى البشرية التي تضطلع بإدارتها فنيا، وبرامجيا، وإداريا، وتطرح في الوقت نفسه تساؤلات عن: الميزانية المخصصة لها، وهل تحتاج الوزارة إلى دعم مالي جديد يمكنها من الصمود، ومواجهة التحديات الإعلامية الحالية والمستقبلية، فالمسؤولية كبيرة، وقناتان تبثان من أهم مكانين في العالم: مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ويفترض أن تبث إلى جانب القرآن الكريم، تفسيرا لآياته المحكمات، وندوات عن أثر القرآن الكريم في نفوس الناس، مسلمين وعربا وغيرهم، وتقارير عن الوطن الإسلامي، بغية تعميق التقارب، والتآلف والتحابب، والتضامن وتقارير عن جهود المملكة في مضمار الاحتفاء بالقرآن الكريم، وجمعياته، ومسابقاته، والأمر نفسه ينطبق على قناة الأحاديث النبوية الشريفة من المدينةالمنورة، فعلوم الحديث موضع اهتمام كثيرين من المتلقين، ورواته مركز الاهتمام الرئيسي للفكر، ومن ثم فإن تخصيص برامج لها أمر مبرر، بل إنه واجب، ومسؤولية، ورسالة. الأمر الآخر.. أن الدراسات الإعلامية البعدية، وردود أفعال جماهيرية، والصورة الذهنية لهذه القنوات في الداخل والخارج، يفترض أن تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام، وبخاصة وهي تتلمس طريق النجاح، وتأمل أن تفرض قنواتها وجودها في سماء الفضاء، وإذا كان من السهل صنع إعلام تحمله أجيال من البشر، فمن الصعوبة بمكان أن يعد المرء الأوراق على الشجر. للمجتمع السعودي خصوصيته وللإعلام السعودي خصوصيته أيضا، فعندما أنشأ الملك عبد العزيز رحمه الله، الإذاعة السعودية (1368ه / 1949م) وضع لها مناهج، وأهدافا، ورسالة، وها هو الإعلام السعودي يمتد حتى القرن الحادي والعشرين، وفي هذه المرحلة ظهر إعلام من نوع جديد ولأول مرة في العصر الحديث، يبدو ميدان الإعلام في صراع مع الكلمة، والصوت، والصورة، وجهود البشر من الإعلاميين، أورثت منافسة إعلامية ترتفع تارة وتنخفض تارة أخرى، ولكن التوازن مطلوب، والبشرية الحائرة بين التيارات والمذاهب المتنافسة، ينبغي حمايتها من استغلال بعض الفضائيات الوافدة، وتأكيد حق الإنسان السعودي في الحصول على إعلام، يلتزم بالسياسة الإعلامية السعودية، فالحياة الإعلامية الكريمة التي تتفق مع الشريعة الإسلامية، هي التي ينبغي أن تسود، وثقة الناس في الإعلام السعودي، ينبغي أن تبلغ مدارج العلم الذي يأخذ شأنا بعيدا وسيبقى، مادامت البشرية في حاجة ماسة، إلى سند إيماني لحضارتها، وإلى وازع ديني، يدق في آذانها أجراس إنذار، بأن لها الحق في إعلام نظيف، عفيف، شريف، لا يخدع، ولا يبالغ، بل يتعامل كليا أو جزئيا مع تطلعاتها الإعلامية ولا يتجاهل «أن الخلق كلهم عيال الله، وأن أحبهم إليه أنفعهم لعياله». ومن ثم فمن المفترض أن يوازي الإعلام بين حق الله عليه، وحق المتلقين له. كان الله في عون وزارة الثقافة والإعلام، وعون وزيرها، ومسؤوليها كافة ومن يتلقون بث قنواتها كافة. فاكس : 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة