تكريم الأشخاص هو: فعل يؤدي فيه الوفاء عمله، وله دور محوري في حياة الإنسان، يستعيد فيه الماضي، ويؤصل كينونته، وما توجه جهاز تلفزيون الخليج لتكريم طائفة من الإعلاميين الخليجيين المبدعين إلا واحد من هذه النماذج، وبالتكريم ينشد الوفاء الإعلامي، وينقذ من حالة التأزم التي يعيشها، وبه يبنى واقع إعلامي ملموس، ليكون بذلك أهم منعطف في حياة الإعلامي. تسك المؤسسات الإعلامية العربية كل عام، عملة تحمل صورة أعلام الاتصال والإعلام، وهم يعون التضاد القائم في عالم إعلام اليوم، وإعلاميون حريون بقيم الوفاء، وتقدير الذات، والخروج من الحالة الجامدة للإعلام إلى الحالة الحضارية الراقية. غاب عن تكريم هذا العام إعلاميون خليجيون كبار، وظفوا نشاطهم الإعلامي، عبر خط سيرورة الخروج من وضع إعلامي إلى وضع آخر، ووصلوا بمجتمعاتهم إلى تحول لم يخترق الثوابت، ولم يترك تأثيرات سلبية على أرض الواقع، لعلي أذكر من بينهم: «عبدالله بلخير» أول من تقلد مسؤولية الإعلام السعودي، حينما عينه الملك سعود رحمه الله عام 1374ه (1955م) مشرفا عاما على المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر و«جميل بن إبراهيم الحجيلان» أول وزير للإعلام في المملكة العربية السعودية (1383-1390ه) ف «عبدالله بلخير» وضع اللبنة الأولى للإعلام السعودي، وأسس أول نظام اتصال صحفي، وأرسل الإعلاميين والفنيين السعوديين للتدريب في الخارج، وأوجد أول مكتبة عامة للقراءة، ونظم الإعلام، ووضع الإعلاميين السعوديين في إطار التاريخ، أليس جديرا بالتكريم.؟ أما «جميل الحجيلان» فهو أول وزير للإعلام السعودي، في عهده ظهر نظام المؤسسات الصحفية، وتوسع الإرسال الإذاعي، وأوفد وفودا إذاعية للداخل، وفي عهده أيضا أسهمت المملكة بجهد واضح في دعم الإعلام العربي، وخاض «الحجيلان» معركة الدفاع الإعلامي عن المملكة، في مواجهة أجهزة إعلام الرئيس «جمال عبد الناصر» ضد المملكة وقادتها ومجتمعها، أليس جديرا هو الآخر بالتكريم؟ إن لم يكن هذان العلمان الإعلاميان السعوديان مكرمين، فمن أحق منهما بالتكريم؟ مع اقتناعي بأن كل مسؤول إعلامي خليجي، أنتج، وأبدع، وترك بصماته على حقل الإعلام، جدير هو الآخر بالتكريم، والمسألة مسألة أوليات، وتاريخ، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم القفز على الأسباب، والوصول إلى حالة إعلامية متحركة، متميزة بالأخذ والعطاء، فرجال الإعلام المتميزون «هم أولئك المتمتعون بجرأة اختراق حواجز نصبها الذهن الترائي، الحريص لا شك على المخزون الثقافي من الارتباك». ينبغي أن يقرأ تاريخ إعلام أي دولة، من ألفه إلى يائه، للوصول إلى أهداف تكريمية واحدة، فيها أرضية مواتية للتفاعل، واستحضار لمن مضى، فتراث التكريم الإعلامي في حاجة إلى خطاب قادر على إقناع الناس، بأن التكريم ليس ترفا فكريا إعلاميا، وإنما هو تعامل مع مفردات وطنية، بعيدة عن الضغوط والقطيعة. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة