قدر متعاملون حجم مبيعات الملابس الجاهزة خلال شهر رمضان وعيد الفطر بنحو 11 مليار ريال، وبينوا أن حجم مبيعات السوق السعوية للأشمغة خلال شهر رمضان المبارك بلغ أكثر من 900 مليون ريال خلال شهر رمضان. وأشار عدد من التجار في المدينةالمنورة إلى أن السوق السعودية شهدت خلال الموسم الحالي عملية إغراق كبيرة من منتجات الأشمغة المقلدة القادمة من شرق آسيا. مما أضرّ بالمنتجين السعوديين، وأدى إلى تراجع الأسعار في السوق المحلية. وأضافوا أن المصنعين المحليين يستطيعون منافسة المنتجات الإنجليزية من الأشمغة في السوق المحلية، غير أنهم غير قادرين على منافسة البضاعة المقلدة التي تباع للمستهلك على أنها أصلية وبأسعار مخفضة جدا. وأكد عبدالرحمن الحربي (تاجر أشمغة) أهمية جودة التصنيع ورقم التصميم للحصول على ثقة المستهلك والحصول على الحصة الكبرى من السوق، خصوصا في ظل سياسة الإغراق الكمي والسعري التي تنتهجها بعض الشركات الموردة، بالتعاون مع أطراف خارجية في جنوب شرق آسيا التي أغرقت الأسواق بالمنتجات والتصاميم التي تفسد الذوق العام للشماغ، إلى جانب إفسادها لنمو السوق من خلال تشجيعها لتسويق الشماغ على مفارق الطرق والبسطات أمام المساجد، مما يفقد هذا المنتج أصوله التراثية ويحوله إلى سلعة غير ذات قيمة. واعتبر أن عمليات الإغراق تنعكس آثارها السلبية على المستهلك والاقتصاد الوطني، ورغم كل ذلك فإن السوق السعودية تستهلك قرابة 11 مليون شماغ سنويا وتمثل 90 في المائة من سوق الشماغ عالميا. واستغل أصحاب محلات بيع الأشمغة غياب الرقابة والمتابعة الميدانية لمراقبي وزارة التجارة على السوق، فأصبحوا يتحكّمون كيفما شاءوا في الأسعار، إذ يفاجأ المتسوقون باختلاف السعر للماركة نفسها من محل لآخر. ويقول المواطن حسن العمري: أسعار الأشمغة في السوق متفاوتة من محل لآخر، وذلك بسبب التلاعب الحاصل من بعض التجار في الأسعار بشكل غير منطقي ولا مقبول. وأضاف نلاحظ اختلاف سعر الماركة الواحدة في المحلات، فبعضهم يبيعونها ب150 فيما يبيعها آخرون ب125. وقال المواطن صالح سليمان: إن التفاوت في الأسعار سببه جشع بعض التجار الذين لا يهمهم سوى الكسب المادي بأية وسيلة كانت، كما أن غياب فرق وزارة التجارة عن مراقبة أسعار السوق ساهم في انتشار هذه الظاهرة الغريبة. إلى ذلك، أكد خالد عليان (بائع أشمغة) وجود تلاعب في السوق، وقال: هناك تجار يستغلون التشابه الكبير بين الأشمغة ويقومون ببيع المقلد على أنه أصلي. وأشار إلى أن الشركات الكورية تقوم بصبغ أشمغتها المقلدة بالألوان الأصلية نفسها، مما يساعد التجار على إيهام المشتري أن المقلد أصلي. وقال أحمد قائد (بائع أشمغة) أن هناك تفاوتا كبيرا في أسعار الأشمغة من محل لآخر حسب الموقع، وأشار لوجود غش وتلاعب في السوق، خاصة في أوقات المواسم مثل شهر رمضان المبارك، حيث يكثر التزاحم ويصعب على المشتري التمييز بين الأصلي والمقلد. ويرجع أحمد فارس (تاجر أشمغة) تفاوت أسعار الشُّمغ في السوق إلى مواقع المحلات؛ فلا يستطيع من يملك محلا في مجمع تجاري؛ إيجاره خمسون ألفا، أن يبيع بسعر محل في سوق شعبية، فلذلك نجد تفاوت الأسعار الحاصل. من جهته، بيّن مدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة في المدينةالمنورة خالد قمقمجي، أن فرق الفرع تقوم بجولات مستمرة على محلات بيع الأشمغة، كما أنها تعمل على مراقبة الأسعار ومدى الالتزام بها، واشار إلى أن الفرع مستعد لاستقبال أية شكوى أو ملاحظة وبحثها وإيقاع العقوبة على أي مخالف للأسعار.