يرى الممثل عبد المحسن النمر أن الدراما السعودية تخطو بهدوء وسط زحمة أعمال درامية عربية، لكن دون وجود تخطيط، معتبرا أن معظم الأعمال السعودية تعتمد عنصر المغامرة، فبعضها جيد يظلم بطريقة عرضه والقناة العارضة، والآخر رديء لكن ينال حظه من المشاهدة. ويرجع النمر في حديثه ل «عكاظ» سبب تدني مستوى الأعمال الدرامية السعودية إلى النصوص رغم وجود محاولات لإخراجها من نمطيتها، لكن الكم دائما يغلب الكيف. ويقول بطل مسلسل فنجان الدم: «راهنت على المسلسل البدوي الجديد الذي يعتبر ثاني تجربة بدوية لي خصوصا أنها جاءت مع كوكبة من نجوم الدراما السورية البارزين وعلى رأسهم الفنان جمال سليمان وغسان مسعود وقصي الخولي وباسم ياخور، إضافة للمخرج الليث حجو، فالعمل يستند إلى وقائع حديثة لكنه لا يتجه نحو أعمال السير الذاتية، حيث يتحدث عن مرحلة تاريخية، وقد استعان كاتب العمل والمخرج بشعراء المرحلة كونهم أكثر الأشخاص وصفا للبيئة وأحداثها في تلك المرحلة». معتبرا أن المسلسل علامة فارقة في تاريخ الأعمال البدوية الدرامية. ويراهن النمر على هذا العمل من جميع النواحي؛ كونه يجمع بين نص قوي ومخرج جيد وممثلين بارعين وإنتاج ملائم، «فالعملية الفنية متكاملة في العمل»، موضحا أن المشاهد لا بد أن يشاهد العمل كاملا حتى يشعر بقيمته ويستوعب أحداثه. ويؤكد أن «فنجان الدم» لم ولن يسيء لأحد، وأن تأجيل عرضه سببه فهم خاطئ من بعض القبائل بعد تسريبات صاحبت تصوير العمل منذ سنتين، بدليل أن المسلسل يعرض حاليا ولم يتعرض للإيقاف، وما طاله الحذف مشاهد هامشية وصغيرة. ويبدي النمر اعتزازه بالعمل في الدراما السورية التي وصفها ب «المحترفة والمحترمة»، ويقول: «لي شرف الانتماء لهم والعمل معهم، فهناك فنانون حقيقيون يقدمون فنا راقيا وفق جودة عالية»، ويلفت إلى أن الدراما السورية تعتبر الميزان الحقيقي لقياس الموهبة الفنية، مؤكدا أنه أعاد اكتشاف نفسه من خلال «فنجان الدم» عبر شخصيته التي يقدم فيها الشاعر الذي ينتقل من قبيلة لأخرى طلبا للمال والمكانة. وعن سبب قلة المسلسلات التي يشارك فيها سنويا، يوضح: «أفضل المشاركة في عملين أو ثلاثة سنويا لأحافظ على سوية ما أقدمه من أدوار، فلا أحبذ تكرار نفسي في الشخصيات، لكن أحب التنويع عبر شخصية تغنيني فنيا، وفي النهاية، الحكم يبقى للمشاهد في تقييم أدائي الفني».