فرضت إدارة مرور العاصمة المقدسة إيقاعها على شوارع مكةالمكرمة، وسارعت منذ اليوم الأول لدخول شهر رمضان إلى تطبيق خطتها المرورية بنجاح، كونها قضت على التلبكات المرورية، من خلال منع دخول سيارات المعتمرين إلى مكةالمكرمة، وفرضت رقابتها على سيارات الخصوصي لضمان عدم عملها في تحميل وتنزيل الركاب، كما تعقبت دوريات المرور السرية الدراجات النارية المشبوهة، مراقبة مواقف السيارات، رصد السرعة الجنونية قبل الإفطار، ومتابعة السيارات المخالفة التي تسير في شوارع مكة وإصدار العقوبات اللازمة بحقها، فكانت ال20 يوما الأولى كفيلة بتحديد مستوى الدقة في تنفيذ محاور الخطة التي شملت جميع أحياء وشوارع مكةالمكرمة، وحددت المنطقة المركزية منطقة رئيسية محورية كونها منطقة الارتكاز التي منها وإليها ينطلق الركب. نجحت الإجراءات المرورية في تغييب الارتباكات عن شوارع العاصمة المقدسة خلال رمضان الجاري وفقا لمتابعاتنا الإعلامية وتغطياتنا الحدثية المستمرة، فسارع البعض إلى التأكيد أن السبب في خلو الشوارع من الأزمات المرورية ناتج عن ضعف إقبال معتمري الداخل خوفا من الإصابة بانفلونزا الخنازير، بينما تكمن الحقيقة في أن حسن التنظيم والتطبيق المنهجي للخطة ساهم في خلو الشوارع من تعثر الحركة المرورية، حيث كشفت الكاميرات الحرارية في مداخل مكةالمكرمة ال6 دخول مليونين و500 ألف سيارة في ال20 يوما الأولى من الشهر، بفارق طفيف عن رمضان العام الماضي ب10 آلاف سيارة، وسجل طريق جدةمكة السريع أكبر نسبة للسيارات الداخلة إلى مكة مقارنة ببقية المنافذ التي تربط مكة بباقي المدن المجاورة، حيث سجل طريق جدةمكة السريع وحده دخول مليون و200 ألف سيارة، فيما تفاوتت باقي منافذ الدخول بين 60 ألفا لطريق جدةمكة القديم، و360 ألفا قدمت من طريق المدينةالمنورةمكة السريع، وفي المقابل تجاوز طريق الطائفمكةالمكرمة في عدد السيارات الداخلة منه إلى العاصمة المقدسة طريق الطائف السيل بفارق بسيط بلغ 35 ألف سيارة لصالح طريق الهدا الذي افتتح هذا العام بعد أن أغلق لصالح مشروع تحسينه وتطويره لأكثر من ثلاث سنوات. ومنح رجال المرور الأولوية للمشاة في استخدام الطرق والممرات للوصول إلى المسجد الحرام ومن ثم إلى مساكنهم، حيث تم التركيز على منع وقوف السيارات في منطقة الحرم مع تشجيع المعتمرين على استخدام وسائط النقل العام. رجال في الميدان 3272 ضابطا ورجل أمن مروري في مرور العاصمة المقدسة باشروا مهامهم الميدانية لتنفيذ الخطة المرورية منذ اليوم الأول في الشهر، حيث روعي فيها كافة الاحتياجات وصممت للتوافق مع سعة الشوارع والكثافة المرورية التي تشهدها، حيث تعمل فرق المرور الراكبة والراجلة على أربع ورديات لتغطي جميع ساعات اليوم لضمان انسيابية الحركة المرورية، وبلغ قوام المشاركين في تنفيذ مهام المرور في رمضان 800 فرد من مرور العاصمة المقدسة، 26 ضابطا، 151 دورية، ستة ونشات، و300 دراجة مرورية، كما تلقت إدارة مرور العاصمة المقدسة دعما من إدارات مرور المملكة المختلفة قدر ب70 ضابطا و2550 فردا وطالبا. تجاوزات المعتمرين يواجه رجال المرور العاملون في نقاط الفرز على مداخل مكة والمنطقة المركزية معاناة من محاولة بعض المعتمرين رفض تعليمات رجال المرور بتحويل سيارة المعتمر إلى المواقف المخصصة لها والانتقال للمسجد الحرام عن طريق وسائل النقل العام أو سيارات الأجرة المتوفرة في تلك المواقف، ويصر عدد منهم على محاولة الدخول بسيارته مما يتسبب في عرقلة حركة السير، إلا أن رجال المرور يغلبون جانب التعامل الراقي من خلال إفهامه بأن منعه من الدخول يأتي لمنع حدوث إرباك مروري جراء الوقوف الخاطئ في شوارع مكة، الأمر الذي يعرض السيارة للسحب كونها مخالفة لأنظمة وقواعد المرور، كما يعمد عدد من المعتمرين إلى محاولة الالتفاف على رجال المرور المشرفين على مواقف السيارات من خلال الدخول للموقف ووضع الإحرام على رأسه ليؤكد بأنه أنهى مناسك العمرة، ولكن هذه الحيلة لا تنطلي على رجال المرور الذين يحددون بدورهم وقت دخول وخروج السيارة من الموقف المخصص لها. اكتساب الخبرة من أراد من رجال المرور العاملين في الميدان في كافة مناطق المملكة ومحافظاتها اكتساب الخبرة والمعرفة والقدرة على التعامل مع الكثافة المرورية، فليأت إلى مكةالمكرمة ويعمل فيها خلال مواسم رمضان والحج، هكذا بدأ النقيب محمد البوشي رئيس شعبة السلامة في مرور تبوك وضابط مربع الرصيفة في مكة أثناء رمضان، الذي قدم مساندا من قوات الدعم الإضافية.. مضيفا أن العمل في مكة يختلف عن أي عمل للمرور في أي مكان في العالم، حيث نتعامل وفق زمان ومكان محدد في ظل كثافة عالية للمركبات التي تدخل مكة بارتفاع مستمر، وقال: ما اكتسبته خلال فترة عملي طيلة شهر رمضان في مكة يوازي حجم عملي لسنوات في مرور تبوك، وبلا شك هذه الخبرة ستعينني على تنفيذ مهامي الدائمة في عملي الأساسي. جوانب إنسانية وخلال جولة «عكاظ" التي انتهت في منطقة الفرز الرئيسية لسيارات المعتمرين لمواقف الرصيفة وكدي على طريق جدةمكة السريع الذي يشهد أكبر كثافة مرورية مقارنة بباقي المنافذ المؤدية إلى مكة، رصد فريق «عكاظ» جوانب إنسانية ورسائل يتلقاها المعتمرون فور دخولهم مكة، تؤكد بأن إنسانية رجل الأمن تغلب على مهمته الأمنية، حيث ما إن اقترب موعد الإفطار حتى تحول رجال الأمن والمرور إلى فاعلي خير يوزعون وجبات الإفطار في نقاط الفرز على المعتمرين الذين أدركهم الوقت على الطريق، ويمكنك أن تلاحظ السعادة البالغة التي تبدو على محياهم أثناء أدائهم ما يعتبرونه واجبا. يقول وكيل رقيب عبدالله سعد الزهراني، الذي سارع إلى توزيع وجبات الإفطار والسعادة تملأ محياه: أشعر بالسعادة في خدمة ضيوف الرحمن في مكة، وخلال خدمتي العسكرية التي بلغت 28 سنة في منطقة الباحة حرصت على أداء واجب المساندة في شهر رمضان في مكةالمكرمة طوال 12 عاما مضت، والعمل لهذا الهدف السامي الذي يشعرني براحة نفسية كبيرة، كما أنني تلقيت تعليمات وبرامج توعوية لتغليب المعاملة الإنسانية أثناء التعامل في الميدان، ويبدأ رجال المرور في المساهمة في توزيع وجبات الإفطار التي يتكفل فاعلو خير بنقلها إلى نقاط الفرز وقت الإفطار. خطة الأواخر وفي الحقيقة كان لمدير مرور العاصمة المقدسة دور كبير في نجاح الخطة بشهادة الأفراد والضباط الذين التقتهم «عكاظ» في الميدان، حيث أكدوا بأن المتابعة المستمرة لهم من مدير المرور، وتواجده بشكل رئيسي في المنطقة المركزية التي تحتاج إلى عمل مضاعف من قبل رجال المرور خير دليل على ذلك، في حين رفض العقيد أحمد بن ناشي أن ينسب هذا العمل المنظم لنفسه، وأكد ل«عكاظ» أن العمل الجماعي هو الذي أدى إلى هذا النجاح بدءا بقيادة الأمن العام وانتهاء بالطلبة الذين يعملون لأول مرة هذا العام، حيث إن الخطة تعتمد على محاور رئيسية لا يستطيع ضابط أو فرد تنفيذها بمفرده، وتحتاج إلى فرق عمل متكاملة وتعمل بجد وإخلاص. وأوضح مدير مرور العاصمة المقدسة أن خطة المرور في العشر الأواخر من رمضان تم البدء في تنفيذها اعتبارا من 20 رمضان وذلك بزيادة أعداد من الإفراد والإداريين للعمل في الشوارع المحيطة بالمراكز التجارية والمواقع التي تشهد كثافة عالية من السيارات، حيث يمتد عمل الأسواق في العشر الأواخر حتى الساعة العاشرة صباحا، الأمر الذي يتطلب دعم الأسواق بالأعداد اللازمة لتنظيم حركة السير، وكذلك سوف يتم تشغيل الموقف الغربي لمواقف كدي لاستقبال الزيادة العددية في السيارات، كما سيتم إغلاق المنطقة المركزية وتفريغها لحركة المشاة في ليالي ال27 29 من الشهر اعتبارا من الساعة الخامسة عصرا للاستفادة من الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف والاستفادة منها كمساحات للصلاة تضاف لساحات المسجد الحرام عن الحاجة لها.