تسلل الفرح إلى نفوس المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، في أغلب فترات وجلسات تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بسبب الارتفاع أو بالأصح توقف وتماسك أسعار بعض الشركات عن الهبوط التدريجي للأسعار، فمن أبرز ملامح السوق في الهبوط الأخير تراجع أسعار الأسهم بشكل أسرع من المؤشر العام، الذي يكتفي بالهبوط إلى مستويات معينة، في حين الأسعار كانت تهبط بتدرج حتى تجاوز عدد الشركات التي هبطت أسعارها عن القيمة الدفترية نحو 10 شركات، ووصل عدد الشركات التي قاربت أسعار أسهمها على التداول بالقرب من سعر القيمة الدفترية أكثر من 26 شركة. في الأسبوع الماضي، مالت السوق إلى الارتفاع وسط قيم تداول تجاوزت 3.2 مليار ريال يوميا ليستقر مؤشر السوق الرئيسي فوق حاجز 5700 نقطة مدعوما بشكل رئيسي بارتفاع قطاع البتروكيماويات وخاصة سهم «سابك» الذي ارتفع بنسبة 5،5 في المائة ومن المتوقع أن يتجه المتعاملون في الفترة القادمة إلى ترقب النتائج المالية الربع سنوية للشركات للربع الثالث للعام 2009م. من أبرز الأسباب التي جعلت السوق تميل في الفترة الحالية إلى الركود وتصل إلى حد الملل في أغلب الأيام، هو عدم وجود محفز للسوق بشكل عام، وكما أسلفنا سابقا السوق شهدت في الأيام الأخيرة تحركا إيجابيا نوعا ما، وأسعار أسواق النفط سجلت ارتفاعا إلى 72 دولارا مدعومة بقرار منظمة أوبك والمتضمن إبقاء الإنتاج دون تغيير، فمن الممكن أن تكون السوق استبقت تلك الأخبار وأخذت حقها من الصعود عن طريق سهم «سابك» بالتحديد ومن قطاع البتروكيماويات بشكل عام، بعكس ما حدث مع ارتفاع الأسواق المالية العالمية، حيث لم تتفاعل السوق السعودية مع ارتفاع تلك الأسواق، مما يعني أن السوق أصبحت بحاجة إلى دعم من الداخل ولعل النتائج الربع السنوية وحسم الموقف من الدعاوى الموجهة ضد بعض الشركات السعودية وفي مقدمتها «سابك» تحت ذريعة الإغراق، ففي حال تعدلت مثل هذه الأمور تعتبر حفزا داخليا للسوق المحلية. من الناحية الفنية من الصعب جدا التأكيد على اتجاه معين للسوق في الفترة المقبلة، فكما هناك تأكيدات للهبوط تظهر إشارات مماثلة للارتفاع وتحسن الأسعار وسبب ذلك استمرار السوق في مسار أفقي تجاوز ثلاثة أشهر، حيث يقع حاليا بين قمة 6139 وقاع 4086 نقطة وخط 5750 نقطة تعتبر محور تعاملات الفترة الحالية، حيث تتبدل من مقاومة إلى دعم والعكس وهذا يمكن ينطبق على الأسهم القيادية، حيث هناك سهم «سابك» يجد مقاومة عنيفة عند سعر 74 ريالا وكذلك سهم «الراجحي» عند سعر 70 ريالا، وهذا يعني أن هناك عالقين في الأسهم القيادية، فكلما وصل السعر أو اقترب من سعر العالقين، يشهد السهم عمليات بيع مكثف. إجمالا السوق تميل إلى الإيجابية أكثر بالنسبة للمضارب اليومي خاصة عندما يضارب على هامش ربحي بسيط وفي شركات معينة، مع ملاحظة أنه لم يعط إشارة أكيدة لدخول المستثمر على المدى البعيد، فمن أبرز المؤشرات التي تؤكد دخول السوق هي ارتفاع السيولة اليومية فبعد تسجيلها أقل قاع عند مستوى 1،6 مليار عادت حاليا إلى مستويات 3،3 مليار، مما يعني ارتفاعها 100 في المائة، فلذلك من المهم المحافظة على عدم كسر المنطقة الممتدة ما بين 5666 إلى 5607 نقاط خلال الفترة المتبقية من الشهر الحالي، ويعتبر تجاوز المنطقة الممتدة ما بين 5733 إلى 5777 نقط بداية الإيجابية.