دخول رمضان يعني لدى نساء نجران بداية موسم تسوق الأواني المنزلية، وبالنسبة للرجال هو موعد الصرف المادي والرضوخ لرغبات النساء بتغيير الأواني المنزلية نسائية في الوقت الذي يؤكدن فيه النساء أنها حاجة ملحة، بينما يعتبرها الرجال مجرد عادة سيئة. وترى أم نواف شهر رمضان هو موسم تبديل الأواني الجديدة للمطبخ، هي عادة سنوية عند النساء وكل سيدة تحرص على تغيير أواني مطبخها بأكملها أو شراء مواعين جديدة مع الاحتفاظ بالقديمة، وتشير إلى أنها تتصدق بالأواني القديمة للأسر المحتاجة حتى لا تتكدس لديها في المطبخ ولكي يستخدمها من هو في حاجة لها. وتعلل فاطمة هذه الرغبة بقولها: في شهر رمضان أتبادل الوجبات مع جاراتي ومنها الأكلات الشعبية والتي توضع في الأواني المخصصة لها كالمداهن والمطارح لذلك أعمد إلى شراء الجديد منها، كما أحرص على أن تكون الأواني التي تحمل الطعام جديدة ومنوعة فأنا أعتبر مواعيني تمثلني عند الجيران، بالإضافة إلى أن عدد أفراد عائلتي كبير وأحتاج إلى عدد كاف من الصحون بأنواعها والصواني والأكواب، ولا ننسى دور الأطفال في إتلاف أو ضياع الأواني وخاصة الملاعق والأكواب لذلك أضطر إلى شراء الجديد منها في الشهر الكريم. وتعتبر نساء نجران أن دخول شهر رمضان هو فرصة لتغيير الأواني المنزلية خصوصا أن الرجال لا يمانعون في ذلك لأنهم سيكونون على علاقة يومية بهذه الأدوات، وتقول أم فهد: زوجي لا يمانع من شرائها مع أغراض الشهر الكريم بعكس باقي أيام السنة التي أجد لديه معارضة أو مماطلة، لذلك هي فرصة لشراء الأواني وبكميات كبيرة، وقد لا أحتاج بعضها ولكنها فرصة لن تتكرر إلا بعد عام وعلي انتهازها. أما أم ريان فترى أن شهر رمضان يعد اختبارا حقيقيا للمرأة إذا ما كانت «ست البيت» أم لا، لذلك عليها التزود بما يساعدها على نجاحها في هذا الاختبار سواء بالأدوات الكهربائية أو الأواني المنزلية. تقول: رغم ارتفاع أسعار الأواني الجديدة، إلا أنها تفتح الشهية على السفرة الرمضانية وخصوصا أواني الحلى الملونة ذات الأشكال الغريبة. تقول سارة حسن: في رمضان تكثر العزائم سواء على الفطور أو السحور أو السهرات وكل سيدة تحرص على أن تكون سفرتها تحوي كل ما هو جديد سواء حاجة أو رغبة في التفاخر وأنا واحدة منهن، فأحاول أن أشتري نوعيات جديدة وراقية وخاصة الصواني فأنا أحب تقديم الأكل فيها ليكون لكل شخص الحرية في غرف الكمية التي يريدها. ومن بين النساء من تعتبر نفسها مدمنة شراء أطقم وأوان منزلية، وهو ما تفعله أمينة حسين التي تؤكد أنها لا تترك لونا أو شكلا جديدا إلا وتأخذ منه طقما أو قطعة، وتعلل ذلك بقولها إنها تهوى التجديد، وهي لا تعد ذلك تبذيرا لأنها تستخدم كل ما تشتري بالتناوب، تقول: في كل مرة يأتي لدي ضيوف أظهر لهم سفرة جديدة أو طقما جديدا، كما إن زوجي شخص مضياف وعلي أن أكون مستعدة بما يجمل وجهه على حد قوله دائما. وعلى الجانب الآخر يرى أصحاب المحلات في هذه الوقت فرصتهم السنوية، ويعتبر أبو حسن (بائع في محل أدوات منزلية) دخول رمضان له فرحتان، نحن نفرح به كباقي المسلمين لأنه شهر عبادة وتقرب لله ولأنه باب رزق لنا، فالإقبال على شراء أدوات المطبخ يرتفع بشكل كبير في رمضان ونعمل على توفير أكبر تشكيلة منها، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية سواء الفرامات أو الطحانات أو الأفران أو الميكروويف أو القلايات، وماكينات الخبز واللقيمات والسمبوسة والمعمول والعوامات وطبعا نحن الرابح الأكبر. وأشار أحمد محمد (صاحب محل) إلى أن غلاء الأسعار الذي طال الأواني والأدوات المنزلية لم يكن بسبب شهر رمضان فهو في الأصل منذ فترة بسبب غلاء المعيشة الحاصل ولكن الناس لا تنتبه لذلك إلا عند الشراء ونحن بدورنا نبحث عن الربح فلا نستطيع أن نبيع بخسارة وكل شيء بثمنه.