النجاح في الدراما العربية، لا يؤدي لغير الفشل، ومنذ أن قلدت ممثلة بنصف موهبة، اسمها (صابرين)، شكل أم كثوم، تتالت بسرعة عجيبة، أعمال درامية، كل ميزتها تقليد الشكل ، ولم ينتبه أحد إلى أن مسلسل (أم كلثوم)، ما كان له أن ينجح كل هذا النجاح الجماهيري، لولا أداء (أحمد راتب) المذهل، والذي أضفى على العمل، مصداقية، أكسبه تعاطفا، من الوزن الثقيل، قريبا من تلك الفترة، ظهر فيلم (ناصر 56)، والذي قدم فيه عبقري السينما (أحمد زكي) دورا خالدا، ومن يومها، ومسلسلات التقليد، تتوالد كالأرانب، وبسطحية مخجلة، و(أراجوزية) مقززة، لدرجة أن شابا، كل ميزته في الحياة، أنه يشبه في ملامحه الخارجية، عندليب الغناء عبد الحليم حافظ،
مع بعض التحسينات، صار ممثلا ، وبطلا لمسلسل رمضاني كامل، وسقطت أفضل فنانة من جيل الشباب، في وحل التقليد، حين قلدت منى زكي شكل سعاد حسني في المسلسل الذي تناول حياة السيندريلا ، كان أداء منى زكي جيدا، لكنها لم تنتبه إلى أن السيندريلا بلا شبيه فعلا، فانتحر الدور ، تماما كما انتحرت سعاد حسني، بعد أن أكدت لها المرايا، عجزها عن تقليد سعاد حسني التي سكنت الذاكرة والقلوب، ورغم كل البجاحة والبشاعة في جريمة مقتل المغنية سوزان تميم، إلا أن حالة الخلود الحقيقية الممكنة لها، بقيت مرهونة، في أن يكون قاتلها السيد (السكري)، هو نفسه من قتل سعاد حسني، عندها ستحتاج الدراما العربية، إلى ممثل يشبه (السكري) و ممثلة تشبه (سوزان تميم)، وهي مسألة، أسهل بكثير من إيجاد شبيه لسعاد حسني!، ولم أتابع مسلسل (إسماعيل ياسين)، لأنني لاحظت منذ البدء، محاولة (أشرف عبد الباقي) المستميتة، لتقليد الشكل، ولا أدري إن كانت رسالة الصديق والزميل (سامي الفليح) على جوالي، بسبب هذا المسلسل، أم لا، لكنها بالتأكيد جعلتني أندم على عدم المتابعة، تقول الرسالة: ( قرأت سيرا شخصية، لمبدعين عظام، وخلاقين، فلم تصادفني سيرة حياة، أكثر شقاء وبؤسا، وحزنا، وألما، من سيرة الفنان العظيم إسماعيل ياسين، الذي لم يعرف معنى الفرح والسعادة، إلا بعد أن تجاوز الثلاثين، وعندما توفي، كان له من الأفلام «800» فيلم، كانت تعادل ربع إنتاج السينما المصرية، منذ تأسيسها وقتذاك، فيما كان أول ممثل يقدم، سلسلة سينمائية، بلغت «20» فيلما، حملت اسمه، رحم الله إسماعيل ياسين فنانا عظيما، صنع من حزنه العظيم، كوميديا خالدة)، وأقول: إن كان هذا المسلسل، بهذه الحرارة، والعبق، كما في الرسالة، فهو يستحق المشاهدة، والندم على عدم المتابعة، لكنني أشك في ذلك كثيرا، و إن كنت لا أتمنى أن يضاف إلى الرسالة السابقة: (.. صنع من حزنه العظيم كوميديا خالدة، وصنعوا منه مسلسلا فاشلا) !. أخيرا : ما ينطبق على مسلسلات التقليد، ينطبق وبالدرجة نفسها، على المسلسلات التاريخية، والبدوية، وباب الحارة، الذي ما أن نجح، حتى ترك رجاله الحارة والباب معا، وهو ينطبق دون أدنى شك، على شخصيات (طاش ما طاش) المتكررة، ومحفوظةالقوالب.