لو سألوك عن الدجاجة التي تبيض ذهبا في الدراما العربية قل دون تردد: مسلسل رمضاني يدعي أنه يحكي قصة حياة نجم مشهور، إنها الطبخة الفنية الأكثر رواجا، والأضمن نتاجا، والأروق مزاجا، وهات من (آجن) ما تريد من الكلمات، (حراجا، خراجا، هماجا، عجاجا، زواجا، إلخ..)، فإن لم تنفعك في قراءة المشهد الفني العربي اليوم أمكنك استخدامها، أو تمريرها لشاعر مليوني، فليس أكثر منهم حاجة (واحتياجا) لكيس من القوافي، هذه الأيام، لا أستثني من هذه الفكاهة المريرة غير (محمد علي السعيد)، و(ريمية)، هذا فيمن رأيت وتابعت، فلم أتابع الجميع للأمانة، وأترك المليون، والخمسة ملايين، وأعود إلى عشرات الملايين ومئاتها الناصبة، المنصبة في الدراما العربية، فمنذ نجاح مسلسل (أم كلثوم)، ونحن نغرق في بحر، نجاحات زائفة من (أم) (كل) (ثوم)!، نجاحات في السلب، والنهب، سلب المعنى، ونهب الفلوس تصاحبها ادعاءات (تفقع الكبد والمرارة) في أن هذه الأعمال إنما قدمت تقديرا لعطاءات النجوم السابقين، وتكريما لمواهبهم، وسبب (فقع الكبد والمرارة) في مثل هذه التصريحات الخائبة يكمن في بجاحتها المشينة، وقلة الحياء العجيبة فيها، فهي توحي لك بأن عمالقة مثل (أم كلثوم)، و(ليلى مراد)، و(عبدالحليم حافظ)، و(سعاد حسني)، و(إسماعيل ياسين)، و(أسمهان)، وغيرهم، إنما كانوا بحاجة فعلا لمن يحيي ذكراهم، ويبرز عطاءاتهم للجيل الحالي، والسؤال بالله عليكم، من هو الذي كان بحاجة الآخر ليشتهر ويكسب، أم كلثوم أم صابرين؟ إسماعيل ياسين أم أشرف عبد الباقي؟ أسمهان أم سولاف فواخرجي؟ عبد الحليم حافظ أم الولد الذي لم يمتلك من الموهبة شيئا غير أنه يشبه عبد الحليم (على أحلى: لزوم التلميع)؟ ليلى مراد أم (مش عارف مين)؟ أنصاف مواهب على أرباع نجوم، ركبوا الموجة، وأمطرونا بمسلسلات باهتة، أقول هذا رغم احترامي لموهبة (أشرف عبد الباقي)، ورغم احترامي ومحبتي لموهبة (منى زكي)، إلا أنها هي الأخرى ركبت الموجة وقدمت مسلسلا باهتا، هو أكثر سقطاتها وضوحا وأشدها إيلاما، حين لعبت دور (سعاد حسني) في مسلسل يحكي حياة (السيندريلا)، وأزيدكم من الشعر بيت: قريبا جدا ستشاهدون مسلسلا يحكي قصة حياة وحش الشاشة (فريد شوقي)، وأظن أن تاريخا طويلا من المجد سوف تمرغ كرامته في الأرض، بحجة تكريم هذا النجم الكبير، فمن ضمن الأخبار، المتناقلة عن هذا العمل أن (رانيا فريد شوقي) سوف تلعب دور (رانيا فريد شوقي)! وبالعودة إلى موهبة السيدة (رانيا)، فإنني أتحدى أن تتقن (رانيا فريد شوقي) دور (رانيا فريد شوقي)!.