خلال دقيقتين فقط يمكن لرواد مكتبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول (شمال جدة)، أن يحصلوا على المعلومة الموثقة التي يحتاجونها من أهم مراكز المعلومات والمكتبات في العالم. ومنذ اليوم الأول لفكرة إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا تبلورت لدى مسؤوليها فكرة أن تحتضن الجامعة مكتبة تليق بحجم العمل العلمي الذي ستشهده أروقة الجامعة، واتفقوا أن يعطوا المكتبة اهتماما منهجيا بالشراكات والتحالفات العالمية في إطار تجهيز المكتبة الهادفة لخلق بيئة ذات طابع علمي صرف، إضافة لترسيخ مفهوم أهمية التقنية في الحياة. بداية التأسيس للمكتبة كان ببرنامج الشراكة المتميز مع اليونسكو ومكتبة الكونجرس الذي أعطى دليلا قاطعا على أهمية المكتبة وحجم اهتمامها بالتكنولوجيا والإنتاج الفكري العربي والإسلامي. وقال مدير مكتبة جامعة الملك عبدالله الدكتور جو برانن ل«عكاظ» إن مكتبة الجامعة لن تكون تقليدية وبفعل ثورة التكنولوجيا التقنية، ينصب الاهتمام على الشراكات والتحالفات في مجال توفير وجلب المعلومة، ولهذا بنت المكتبة شراكات مع كبريات مراكز المعلومات في العالم والجامعات المشهود لها بغزارة المحتوى، وسنتمكن من جلب المواد في أقل من دقيقتين. ويوضح برانن أن الفترة القادمة ستشهد العديد من الاتفاقيات لزيادة رصيد محتوى المكتبة، بعد أن وقعت الجامعة نحو 20 اتفاقية مع جامعات ومؤسسات ذات طابع معلوماتي بحت بهدف الوصول لمكتبة فريدة شكلا ومضمونا. وحول أبرز محتوياتها مع بداية عمل الطلاب، أجاب بالقول مدير مكتبة الجامعة: تنطلق مكتبة جامعة الملك عبدالله بأكثر من 15 ألف مطبوعة، و1200 مجلة علمية إلكترونية متخصصة، إلا أن الأشهر القادمة من عمر العام الدراسي الأول للجامعة سيشهد تطورا طبيعيا في حياة المكتبة بمجرد أن تبدأ بالتفاعل الحيوي مع الباحثين والعلماء. ونفى برانن اقتصار خدمات المكتبة على طلاب الجامعة فقط.. مؤكدا أن المكتبة لن تغفل المجتمع المحيط، والبيئة المستهدفة. وأضاف: إلا أنها تخص منسوبي الجامعة بالتفاصيل، فيما يتمكن العامة من الوصول إلى العناوين الرئيسية للمواد فقط. ويستدرك جو برانن قائلا: ومع ذلك فهناك حقوق قد تصل حد الاشتراك للاستفادة الكلية من إمكانات المكتبة بشكل يومي. وتهدف مكتبة جامعة الملك عبدالله أن تكون مكانا لاجتماع الأجساد والأفكار في آن واحد، لذا ينتشر خلف واجهة المبنى الفريد في تصميمه الهندسي أمناء المكتبة تسبقهم غاية واحدة، هي خدمة جميع من يقصدونها أو يتجهون نحو بابها المشرع لتسهيل الحصول على جميع أنواع المعلومات العلمية (مطبوعة كانت أو إلكترونية)، إضافة إلى البرمجيات والوسائط المتعددة. ويؤكد برانن أن مكتبة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعد من أهم وأحدث المكتبات العلمية على مستوى العالم، إذ تحتوي على مركز معلومات متطور يتسع ل400 مقعد، وأرفف تستوعب نصف مليون مجلد مطبوع. وتنتشر في جميع أرجاء المبنى مجموعة من محطات العمل العامة، ومساحات للتعلم التعاوني، ومناطق هادئة للدراسة، ويضم المبنى مركزا لتقديم جميع خدمات النسخ يتيح للمستخدمين نسخ وثائق بحوثهم ومسحها ضوئيا. ويعمل أمناء المكتبة عن كثب مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب وموظفي تقنية المعلومات لإحداث ثورة في الطريقة التي يجري بواسطتها جمع المعلومات والبيانات العلمية وتنظيمها وتبادلها. وتدعم مكتبة جامعة الملك عبدالله (تنظيم دورة حياة البيانات العلمية والأكاديمية) وتحسين الاتصالات البحثية في مجال العلوم، وتحرص المكتبة على دعم العلوم الإلكترونية من خلال رصيدها الرقمي، الخدمات التي تقوم على شبكة الإنترنت، إدارة البيانات، الاستفادة الكاملة من البنية التحتية غير العادية لتقنية المعلومات في الجامعة. كما تعمل المكتبة على إتاحة وإدارة الطيف الكامل ودورة حياة المعلومات العلمية التي ينتجها أو يحتاج إليها أعضاء هيئة التدريس والطلاب. ويقول الأمين المكلف لمكتبة جامعة الملك عبدالله الدكتور عدنان الشريف إن المكتبة تضم برامج مختلفة لتعميم الفائدة في أوساط المجتمع وفق ضوابط معينة.. مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من مطبوعات المكتبة الرقمية تركز بالدرجة الأولى على العلوم، الهندسة، التكنولوجيا، إلى جانب مجموعة متوسطة الحجم من الكتب المطبوعة. وتنطلق المكتبة بمجموعة من الكتب تفوق 15 ألف كتاب ما بين رقمي ومطبوع، وتتيح لروادها الاشتراك في 1200 مجلة علمية، منها 1000 مجلة إلكترونية، وكذلك الولوج إلى 50 قاعدة من قواعد بيانات البحوث على الإنترنت. وينتظر عند اكتمال المكتبة في شكلها النهائي في العام 2013 المقبل، أن يكون لديها أكثر من 80 ألف عنوان كتاب، 1500 اشتراك في المجلات العلمية، إضافة إلى رصيد رقمي كبير من مجموعات البيانات وأنواع أخرى من المعلومات العلمية. وتستكمل جامعة الملك عبدالله مجموعتها المحلية من خلال شراكات مع مقدمي خدمات المعلومات وغيرها من المكتبات في جميع أنحاء العالم، لتوفير إمكانية الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها أعضاء هيئة التدريس والطلاب بصرف النظر عن موقعها. ويوضح الشريف أن المكتبة تضم غرفتي دراسة للتعلم عن بعد، وحدة موارد تعلم مشتركة، مساحات للعرض، غرف للوسائط الإعلامية، مقهى يسع ل64 مقعدا، إضافة إلى غرفة فريدة للقراءة والاطلاع مطلة على البحر الأحمر. ويضيف الشريف: تستكمل جامعة الملك عبدالله منظومتها المعرفية باشتراكات متميزة مع مقدمي خدمات المعلومات وغيرها من المكتبات في جميع أنحاء العالم. ويعد مبنى مكتبة جامعة الملك عبدالله صديقا للبيئة فقد شيد بنوع خاص من الرخام الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء إلى المبنى خلال النهار، ويمنح مبنى المكتبة الحرم الجامعي خاصية مختلفة، حيث يبدو مضيئا من بين جميع المباني الإدارية والسكنية. وتأتي الفكرة من وراء هذا التصميم إعطاء دلالة إيحائية أن عالم المعرفة يضيء عالم الجامعة، ويتألف مبنى المكتبة من ثلاثة طوابق، وتبلغ مساحته 13.890 مترا مربعا، ويشتمل على أماكن لجلوس 400 شخص. وتستوعب المرافق الخاصة للمكتبة أكثر من نصف مليون كتاب ومجلد مطبوع، وتنتشر في أرجاء المبنى مجموعة من محطات العمل العامة، مساحات للتعلم التعاوني، مناطق هادئة للدراسة، ويضم المبنى مركزا لتقديم جميع خدمات النسخ التي تتيح للمستخدمين نسخ وثائق بحوثهم ومسحها ضوئيا. وحول الانعكاسات المتوقعة على بيئة تحتضن الجامعة بشكل عام والمكتبة على وجه الخصوص، قال عدنان الشريف: التأثير المتوقع للمكتبة سيصبح واقعا حيا من خلال جوانب متعددة في مقدمتها ترسيخ مفهوم الاستعانة بالمكتبات للحصول على المعلومة الموثقة من مصادرها. وأضاف: والشعور أن المكتبة مكان عام للجميع دون استثناء يستمتعون بتمضية أجمل الأوقات داخلها سواء من خلال ارتياد المقهى الثقافي العلمي داخل المكتبة.