تقف مكتبة الملك عبدالله الجامعية في صدارة المكتبات بالمملكة العربية السعودية الساعية إلى تقديم خدمات متنوعة لمرتاديها من الطلاب والباحثين في مختلف مجالات العلوم، وقد جاء تأسيس هذه المكتبة في العام 1388ه محصلة لتوحيد مكتبتي كليتي الشريعة والتربية في مكتبة واحدة، لتضم هذه المكتبة الملحقة بالكليتين المنضمتين إلى جامعة الملك عبدالعزيز في العام 1391ه.. وفي سياق تطويرها تم في العام 1394ه تشييد مبنى جديد للمكتبة مكون من ثلاثة طوابق بمقر الجامعة بالعزيزية. في مكةالمكرمة، كما تم في العام 1424ه بناء مقر للمكتبة في المدينة الجامعية بالعابدية، والذي تم افتتاحه في العام 1425ه بحضور الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة- رحمه الله-، وتم تسميتها “مكتبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعية”.. وقد هدفت المكتبة في كل المراحل التي مرت بها إلى جمع مصادر المعلومات وتنميتها بالطرق المختلفة من شراء وإهداء وتبادل وإيداع، وتنظيم هذه المعلومات عن طريق فهرستها وتصنيفها وترتيبها على الأرفف بما يسهّل عملية استرجاعها بأقصر وقت ممكن، وتقديمها إلى مجتمع المستفيدين من قرّاء وطلاب علم وباحثين، على اختلافهم من خلال مجموعة من الخدمات التقليدية، كخدمات الإعارة والمراجع والدوريات والتصوير والخدمات الحديثة كخدمات الإحاطة الجارية، والبث الانتقائي للمعلومات، والخدمات الأخرى المحسوبة وذلك عن طريق كفاءات بشرية مؤهلة علميًّا وفنيًا وتقنيًا في مجال علم المكتبات والمعلومات، في سياق سعيها نحو توفير مصادر المعرفة الإنسانية لخدمة التخصصات العلمية المختلفة بالجامعة، وتطوير النظم المكتبية بما يتفق مع التطورات الحديثة في مجال خدمات المكتبات والمعلومات، وتقديم الخدمات المعلوماتية والمكتبية لتيسير سبل البحث والاسترجاع وغيرها من الأهداف والجهود الأخرى، من خلال مركزها الرئيسي بالعابدية، وفرعها بالزاهر فرع للطالبات، حيث يستفيد من المكتبة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، والهيئة الإدارية بها من موظفين وعاملين في مختلف الدوائر الإدارية، والباحثون في مختلف المجالات والموضوعات وأفراد المجتمع المحلي والعالمي. وقد انتهجت المكتبة أحدث النظم في سبيل تيسير عملها، باشتمالها على عدة أقسام، مع تميزها بوجود معمل للتعقيم والترميم، الذي يعد الثاني على مستوى المملكة العربية السعودية، ومن بين أقسام المكتبة: قسم الإجراءات الفنية: في هذا القسم تتم أهم العمليات في المكتبة، وتعتبر عملية التزويد واحدة من أهم العمليات المكتبية بشكل عام والعمليات الفنية بشكل خاص، فهو المبرر الأساسي لوجود المكتبة لكونه يوفر ما يحتاج المستفيد من مصادر المعلومات، كما أن للتزويد أهميته في زيادة حجم المقتنيات مما يزيد من كفاءتها في تلبية احتياجات مجتمع المكتبة من المعلومات، فهذا القسم هو المسؤول عن تنمية مقتنيات المكتبة عن طريق تزويدها بجميع أشكال مصادر الأوعية الثقافية المختلفة من المواد المطبوعة وغير المطبوعة، التي يحتاجها الباحثون والدارسون، وتيسير الوصول إليها بالسرعة الممكنة، والاستفادة من المواد الثقافية المتاحة في المكتبة بما يتناسب مع سياسة المكتبة وأهدافها. ويتم التزويد عبر طرق مختلفة كالشراء والإهداء والتبادل والإيداع وذلك بعد اختيارها بدقة، بناء على سياسة اختيار معينة ضمن ميزانية محددة بغرض تنمية المجموعات المكتبية، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين. الإهداء والتبادل: يتولى هذا القسم مهمة التبادل بين المؤسسات العلمية والمكتبات العامة والأندية الثقافية وبين مكتبة الملك عبدالله الجامعية في مجال المطبوعات التي تصدرها الجامعة أو المؤسسات سواء عن طريق التبادل أو الإهداء، وقد بلغت هذه الجهات حوالى 45 جهة خارجية، وأكثر من 50 جهة داخلية. الإرساليات: يتولى هذا القسم إرسال جميع مصادر المعلومات من المكتبة المركزية إلى المكتبة الفرعية للتزويد وإلى الجامعات السعودية والعربية للإهداء والتبادل. الفهرسة والتصنيف: يتولى هذا القسم فهرسة الكتب المحالة إليه من قسم التزويد، وتعني الفهرسة الوصف المادي والموضوعي للكتب والمصادر الأخرى، وهدف الفهرسة محاولة السيطرة على المعرفة البشرية وتقديمها موصوفة ومنظمة للدارسين والباحثين للإفادة منها. وكذلك تصنيف الكتب وبعض مصادر المعلومات الأخرى وذلك بتنظيمها على الرفوف طبقًا لتصنيف (ديوي) العشري، وهو نظام عالمي يقسم المعرفة إلى عشرة مجالات رئيسية. التكعيب: وهو تكعيب الكتاب بأرقام التصنيف لكي يستطيع الباحث الدخول على بطاقة الفهرسة في وضعية للقراءة فقط من خلال نظام البحث لكي يصل إلى رقم الوعاء في أسرع وقت. أم التعديل فهو تعديل بيانات الأوعية والمصادر على نظام الأفق. مهام أعمال تنمية وإدارة المجموعات: من مهامه مراسلة الكليات لطلب التزويد بالاحتياجات من مصادر المعلومات، والبحث عن قوائم الناشرين الصادرة حديثًا، وتجميع وتكشيف القوائم واستبعاد المكررة، وعمل إجراءات لبعض الأوعية لها أولوية سريعة، بجانب تكليف الموردين بتزويد العمادة بقائمة بالكتب الجديدة مصنفة حسب الموضوعات إلكترونيًا، وإرسال القوائم للكليات ولعمداء الكليات مع أعضاء اللجنة الفنية للمتابعة، ووضع القوائم على الويب، وإبلاغ المستفيد بوسيلة اتصال من بريد إلكتروني وجوال، عن تأمين الكتاب الذي طلبه للشراء، وتسلم العناوين المختارة من القسم من الكليات، واستكمال البيانات الببلوجرافية من الفهرس العربي الموحد، وإعداد أوامر التعميد لشراء أوعية المعلومات، وتسلم الطرود والفواتير، ومطابقة الفواتير بمحتويات الطرود، وإعداد المعاملات المالية بعد المطابق، وتسجيل المعاملات بالبوابة الإلكترونية، وطباعة الترميز العامودي لكل نسخة ولصقه على الوعاء، وطباعة ختم المكتبة، وإضافة الأوعية وتوزيع النسخ والكليات، وفرز الأوعية الخاصة بفرع الطالبات، وإرسال الأوعية الجاهزة إلى قسم الإرساليات وقسم الفهرسة والتصنيف. ويعمل نظام الخدمة المرجعية بالمكتبة على الرد على الاستفسارات الفنية التي تخص خدمات المكتبة الجامعية وتنفيذ طلبات التصوير للمكتبة الرقمية، وتوجيه الباحث إلى كيفية إيجاد الأبحاث والدراسات التي تناسبه من خلال البريد الإلكتروني؛ وذلك بعد توجه الباحث إلى أيقونة الخدمة المرجعية الإلكترونية الموجودة بموقع المكتبة الجامعية على الشبكة العنكبوتية وتعبئة النموذج المطلوب، والذي يتكون من بيانات تشمل الاسم، والبريد الإلكتروني، ورقم الاتصال، والموضوع الذي يستفسر عنه، ويتم التواصل معه عبر البريد الإلكتروني، كما يتم تخزين البيانات بقاعدة بيانات لاسترجاع الأسئلة في أي وقت ومعرفة الموظف الذي قام بالرد على الاستفسارات. الإعارة تشكل الإعارة العصب الحيوي لخدمات المكتبات والمعلومات بشكل عام، وتعتبر واحدة من أهم الخدمات العامة التي تقدمها المكتبات ومراكز المعلومات وأحد المؤشرات المهمة على فعالية المكتبة وعلاقتها بمجتمع المستفيدين ومعيار جيد لقياس مدى فاعلية المكتبات في تقديم خدماتها وتحقيق أهدافها وتتم الإعارة لفئات مختلفة من الجامعة من طلبة عاديين وطلبة دراسات عليا، وأعضاء هيئة تدريس، وإداريين تشمل خدمات الإعارة في المكتبات. قاعة الرسائل العلمية: لقسم الرسائل العلمية الدور البارز في خدمة البحث العلمي؛ حيث يحفظ الإنتاج وتعتبر المكتبة السباقة دائمًا في دفع عجلة البحث العلمي، والعمل على تطوير الخدمات التي تقدمها. فالرسائل الجامعية على مستوى الماجستير والدكتوراة من مصادر المعلومات المهمة التي تقتنيها المكتبات ومراكز المعلومات وتشكل فئة مهمة من الوثائق التي تعين الباحثين في موضوعاتهم على اعتبار أنها تتناول عادة موضوعات أصيلة لم يسبق بحثها أو دراستها، وتعتبر بالتالي إضافة إلى الاستفادة من المعلومات المتخصصة في الموضوع الذي تطرحه إمكانية التعرف على طرق البحث ومناهجه التي اتبعها الكاتب في رسالته وتكمن المشكلة الرئيسية في الرسائل الجامعية في توافرها بعدد محدود جدًّا من النسخ وفي مشكلة الحصر الببلوجرافي لها ولهذا يتم تصويرها على المصغرات الفيلمية مثل الميكرو فيلم وعلى أقراص الليزر. الدوريات: مطبوعات تصدر في شكل حلقات متعاقبة وعلى فترات منتظمة أو غير منتظمة وفي معظم الأحيان تزود الدورية بكشاف سنوي للوصول إلى المعلومات المطلوبة بأسهل الطرق، وعادة تنشر الدوريات آخر ما وصلت إليه البحوث في مختلف فروع العلم، وتعتبر المعلومات التي تقدمها الدوريات أحدث من تلك التي تقدمها الكتب والمراجع وترجع أهمية الدوريات إلى أنها العمود الفقري لمجموعات المكتبة حيث انها متنوعة الموضوعات، وتمتاز بالإيجاز والتغطية الموضوعية، ولأن معلوماتها سريعة الانتشار وحديثة فيعتمد عليها أغلب مؤلفي الكتب على ما نشر فيها. مركز تقنية المعلومات والدعم الفني: يهدف هذا القسم إلى تعميق الحقائق العلمية وتوظيفها في خدمة المكتبة عن طريق التطور التقني باستخدام شبكات اتصالات الحاسب وبخاصة شبكة الإنترنت العالمية والاستفادة من مهارات البحث عن المعلومات وعرضها لخدمة المكتبة من خلال الفهرسة والتصنيف والتزويد وتنمية المجموعات وقواعد المعلومات والتي تخدم مجتمع المكتبة، بالإضافة إلى اعداد البرامج الداخلية للأقسام في المكتبة والمتابعة الفنية والتقنية للشبكة الداخلية للمكتبة وتعزيز المهارات التدريبية للموظفين وتقديم جميع الخدمات الفنية والتقنية لمجتمع ورواد المكتبة والإشراف على موقع المكتبة. قسم المكتبة الرقمية: تهدف المكتبة الرقمية إلى رقمنة مصادر المعلومات التي تمتلكها الجامعة من رسائل علمية، ومنشورات، ومجلات علمية، وأوراق مؤتمرات، ومطبوعات الجامعة، بجانب خدمة منسوبي الجامعة بإتاحة مصادر المعلومات الإلكترونية من خلال شبكة الإنترنت، مع حفظ ما تمتلكه الجامعة من مصادر معلومات على الوسائط الإلكترونية بحيث يمكن استرجاعها ونقلها واجراء المعالجة الالكترونية عليها، إضافة إلى إيصال المعلومة إلى المستفيد من أي مكان دون الذهاب إلى مكتبة الجامعة، والتوسع في بناء مجموعات رقمية جديدة حسب احتياج الجامعة ومنسوبيها. ويضطلع هذا القسم بعدة مهام من بينها التعقيم والترميم، حيث شمل عمله ترميم الوثائق، وإعادة تنظيف وترتيب الوثيقة، وتعقيم الوثيقة، وفق آلية عمل تبدأ من تسلم الوثائق الورقية القديمة مثل المخطوطات والكتب النادرة والوثائق الرسمية، ثم معالجتها الأوزون للقضاء على الأشكال والآفات داخل المخطوط من حشرات وبكتيريا وغيرها من الآفات الأخرى، كذلك تتم في هذا القسم إعادة ترقيم الوثيقة، وعملية التنظيف الجاف والتخلص من الغبار والأتربة والأوساخ، والترميم اليدوي، والترميم الكامل للوثيقة من ناحية الصفحات المقطوعة والتمزقات حسب نوع التلف باستخدام خامات طبيعية خاصة بالوثيقة، وكبس الورق في المكبس الحراري لإعادة المتانة والمرونة للأوراق، وقص أطراف ورق التدعيم الزائد، وتجميع الأوراق المفردة على شكل ملازم، ويعتبر هذا القسم من أحدث أقسام المكتبة، كم يعد ثاني معمل على مستوى المملكة. تطلعات مستقبلية: وحول دور هذه المكتبة المستقبلي وما تقوم به تحدث ل “الأربعاء” الدكتور عدنان الحارثي الشريف عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى قائلًا: إننا نطمح أن تكون مكتبة الملك عبدالله الجامعية عالمية في أدائها، توظف بإبداع وبابتكار مصادر وتقنيات المعلومات والاتصالات لإيجاد بيئة معلوماتية متاحة عبر الحيز المكاني والحيز الافتراضي الرقمي لخدمة مختلف احتياجات المستفيدين التعليمية والبحثية والفكرية، ونعمل على أن تكون محورًا لخدمات المعلومات بجامعة أم القرى وذلك عن طريق جمع وتنظيم وبث المعلومات وإثراء وتحسين النفاذ إلى مصادر وخدمات المعلومات ومواد ووسائط التعلم أينما وجدت لرفع كفاءة وجودة العملية التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، كما نسعى إلى تأهيل وتدريب العاملين في عمادة شؤون المكتبات على تبني وتوظيف الأساليب والممارسات المهنية والتقنية الحديثة في تجهيز وتقديم خدمات المعلومات والخدمات المرجعية والتفاعل والتشارك مع المستفيدين، وتنمية وإدارة مجموعات ومقتنيات المكتبة والمكتبات الفرعية بجودة وفاعلية تكفل التحول إلى تقديم خدمات معلومات تتوافق مع احتياجات وتطلعات مختلف المستفيدين وتفي بتوجهات الجامعة، وتسهيل النفاذ إلى مصادر وخدمات المعلومات ذات الكفاءة والجودة العالية وتدريب المستفيدين على استخدام واستثمار مصادر وخدمات وتقنيات المعلومات بفاعلية. وكذلك تحفيز عملية التعلم الذاتي والانخراط في العملية التعليمية عن طريق تجهيز وجمع مصادر ووسائط التعلم وإتاحتها داخل مساحات المكتبة وفروعها وعبر شبكة الحرم الجامعي، والاستمرار في تطوير وبناء المحتويات الرقمية بمكتبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرقمية حسب مواصفات ومعايير المكتبات الرقمية، وتحسين الجودة في الأداء وتحقيق متطلبات الحصول على الاعتراف الأكاديمي وذلك من خلال مسيرة تحقيق الأهداف أعلاه.