دعا الباحثون والمشاركون في مؤتمر «دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي» الحكومات العربية إلى العناية بالوضع الاقتصادي للشبان والإسهام في حل مشكلة الفقر والبطالة، وتوفير فرص العمل الكريم لهم، إلى جانب دعوة الجامعات إلى إعادة النظر في مكونات المناهج الدراسية. ووجهوا في ختام المؤتمر المنعقد في جامعة طيبة في المدينةالمنورة الجامعات العربية والإسلامية إلى العناية بخططها وبرامجها بوسطية الإسلام من خلال تضمين مناهج الثقافة الإسلامية والعلوم الاجتماعية والتاريخية والتربوية والحضارية صور سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الجليلة والناصعة، وقادة الأمة وأئمة العلم في عصورها الزاهية، وتوجيه الجامعات والمؤسسات العلمية والدعوية ببيان حقيقة الإسلام، بما يرشِّد الأمة ويحفظ عليها مقوماتها، وذلك بإشاعة الفهم الصحيح للإسلام، والعلم بكلياته ومقاصده، وتطبيقه في شؤونها المختلفة، وإبراز وسطية الإسلام في علاقة شبان الأمة وناشئتها بولاة أمرهم وطاعتهم في المعروف، وسماحته في علاقة المسلمين مع غيرهم، واعتماد الحوار أسلوباً رئيساً للتعليم، وإشاعة أدبياته في التفكير والممارسة، وتوجيه الشبان إلى ضرورة تواصلهم مع علماء الأمة الربانيين وتقديرهم، وأخذ العلم عنهم، وتفعيل التواصل بين المؤسسات الجامعية العربية، وتبادل الخبرات في مجال الفكر والمعرفة والدعوة إلى الوسطية، والحث على الاستمرار في إبرام مذكرات التفاهم والشراكات بينها. وشددوا على ضرورة رسم الجامعات العربية استراتيجية بعيدة المدى لتعزيز الوسطية بين طلابها من خلال برامج علمية محورها الطالب، والتأكيد على أهمية دعم مؤسسات التعليم العالي في مختلف الجوانب، لتعزيز دورها وإسهامها في نشر مبدأ الوسطية، وتفعيل مهمات الجامعات ومؤسسات الدولة والمجتمع ذات العلاقة لرعاية الشبان وخلق البيئة المعتدلة لهم ليكونوا أفراداً فاعلين، والتعاون والتكامل بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية المختلفة لإعداد برامج علمية وعملية تسهم في نشر الاعتدال في الفكر والسلوك، وإعادة النظر في مكونات المناهج الجامعية (الأهداف، والمحتوى، والأنشطة)، لتكون أكثر تفاعلاً مع القضايا المعاصرة، وأقدر على دعم نهج الوسطية في الفكر والسلوك، والحد من ظاهرة التطرف والانحلال، وتفعيل دور المناهج الدراسية في تعزيز مبادئ الوسطية ونشر ثقافتها في مراحل التعليم العام والجامعي، وحث الهيئات التعليمية والإدارية في الجامعات بالممارسة العملية والواقعية للوسطية والاعتدال في التعامل والسلوك، وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس ومهاراتهم في الحوار وتقبل النقد، وعدم التعصب للرأي، والإفادة من التجارب العملية والميدانية والبرامج التدريبية الناجحة التي قدمها المشاركون والمؤسسات، وتطبيقُ هذه التجارب في الجامعات العربية مع مراعاة الفروق الثقافية والبيئية، والظروف الاجتماعية، والاهتمام بالأنشطة الطلابية التي تبرز وسطية الإسلام في العقيدة والفكر والسلوك، وتكثيف برامج التواصل بين طلاب الجامعات العربية في هذه الأنشطة، وعقد لقاءات دورية بين أساتذة الجامعات العربية لتحقيق التواصل وتبادل الخبرات بينهم بما يُسهم في تفعيل أسس الوسطية في المناهج الدراسية الطلابية والبيئة الجامعية.