مراحل الطفولة من المراحل المهمة في حياة الأطفال وأسرهم والمجتمع الذي يعيشون فيه وقد يظن البعض ان مراحل الطفولة مملوءة بالحب والفرح والراحة إلى جانب الكثير من الحياة الوردية وأحلامها وقد يكون هذا صحيح احياناً ولكن الأهم من ذلك هو تداخل الكثير من الاضطرابات النفسية والانفعالية الناتجة عن القلق مثل الاكتئاب والعزلة وحب الذات والتملك والبغض والعدوانية والاعتداء على الحريات وغيرها .. فان هذه المشاعر تكون أساس التطور من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة مؤسسة نزعة عدوانية للعنف الشديد الذي يرهق المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال ويرجع تأسيس هذا القلق بين الأطفال إلى الحياة الأسرية التي يعيشها الأطفال مثل التفكك الأسري الذي يضع الطفل الضحية الأولى بداخله فالأم التي تشكو من مزاج مضطرب تنتابها مشاعر الحزن والكآبة والقلق التي تتحول منها إلى الطفل بشكل أو بآخر حتى وهو في سنته الأولى .. وكذلك الانفصال الأسري والأجواء المضطربة إلى جانب سوء التربية الاجتماعية والسلوكية مما يجعل سلوك الطفل عدوانياً غير سوي وقد يلازمه في مراحل حياته اللاحقة منذ بداية حياته إلى مراحل الدراسة المختلفة كما ان الدوافع لمثل هذه التصرفات تعود إلى تدني المستوى الاجتماعي والثقافي والمناطق الشعبية الفقيرة أو المتخلفة اقتصادياً وكذلك ارتفاع مستوى المعيشة مع التدليل ولا ننسى تأثير العوامل الوراثية أو الجينات والحالات النفسية للأم أثناء الحمل أو الاصابة أثناء الولادة أو اصابة الطفل ببعض الأمراض في الطفولة التي قد تكون سبباً من الأسباب البعيدة الدافعة لقلق الأطفال واضطرابهم نفسياً وسلوكياً والمسببة للعنف الأسري والمدرسي وسوء السلوك لدى الأطفال وقد يكون هناك أسباب مازالت تجري عليها الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية ولاتزال هناك ثغرات كبيرة ينبغي الكشف عنها والتعمق بدراستها وتحليلها خصوصاً ان حالات العنف الجسدي والنفسي أصبحت من أبرز المسائل التي تهدد مستقبل الناشئة وتؤرق المسؤولين التربويين والاجتماعيين والنفسيين كونها وصلت في أحيان كثيرة إلى حدود القتل والانتحار في بعض المدارس والجامعات إلى جانب الجنوح إلى المسالك المخالفة للأنظمة المحلية والدولية بل والجنوح إلى طريق الجماعات الضالة المؤلمة للفرد والمجتمع والتي لا نهاية لها بتأثيرها على كل من له علاقة بالشخصية الجانحة عن الطريق المستقيم.