لا أعرف غير ما أقرأه في وسائل الإعلام عن حفل محمد عبده الذي يقال عنه «الفاشل» في جدة!! ومثل هذه التقارير الصحفية مفرح إلى حد ما... لأنها توحي بما أن حفل محمد عبده قيل فاشل... فمعنى ذلك أنه.. بالفرح لا يزال هناك من يغني وينجح في العالم العربي! فإذا محمد فشل غيره نجح!! هذا التفسير المنطقي.. فإذا قلنا فلان رسب فمعناه أن الثاني نجح والإ كيف عرفنا الرسوب! بينما في الحقيقة ما نراه في العالم العربي لا علاقة له بالغناء! إنما هو نوع من الرياضة الموسيقية التي تعلم النط والقفز وليّ الوسط ومط الشفاة بما يؤدي إلى تخفيض وزن الطرب عند العرب!! وبالتالي فشل محمد عبده له وجهان: إما هو فاشل لأنه لم يمارس تلك الرياضة الموسيقية المنتشرة والتي يمارسها مربطو هذا الزمان! أو فشل لأنه أراد أن يجرب الفشل بد أن جرب النجاح عدة مرات!! فأحيانا يحتاج الإنسان أن يخوض تجربة غير مألوفة بالنسبة له.. كيف يختبر نفسه...ويختبر الذين حوله! ولو دفع ثمنها غاليا فهو لن يخسر، فمثلا لم يخسر محمد عبده من فشله الذي قيل عنه.. أخذ أجره ولا يزال في مكانه على قائمة المطربين، وهذا الجمهور الذي يقولون عنه غضبان مجرد أن يحدد محمد عبده حفلة قادمة سيكونون أول الحاضرين!!! بل وأول المتدافعين! إنها لعبة الفن.... الذي يخسر الجمهور فقط يدفع ولا يضمن! كمن يشتري سمكا في البحر... ويقبل على ذلك برضاه غير مغصوب! كمن يشتري بضاعة وصفوها له بالخيال فدفع ثمنها قبل أن يراها أو يلامسها!! فإن نال منها ما تمنى.. فهذا هو المطلوب.. وإن لم فليشرب البحر ولن يجد السمك!!! الجمهور دفع واللي كان كان! ماذا أخذ مقابل ما دفع... هذا هو المختلف عليه والذي لا يمكن التأكد من سلامته! وهنا لا أتحدث عن محمد عبده ولا عن فشله...إنما أتحدث عن الجمهور العريض الذي لم يغرر به!! فلا نختلق عذرا باطلا... السؤال الساذج يقول من المسؤول عن ضمان حقوق الجماهير في هذه الأحوال؟ كيف يأخذ الجمهور حقه؟! كيف يستقيم العدل في الميزان؟!!..هناك حفلة أخرى أظنها في دمشق غاب فيها الفنان بعد أن اشترى الجمهور التذاكر وحضر الجمهور ولم يحضر الفنان وراحت الفلوس! كيف يتم تعويض الجمهور الغلبان؟!! ... هذا الضحك على الجماهير من المسؤول عن إيقاف نزيفه؟ ولمن يرجع الحل والعقد؟ ولماذا يتم تمهيد الطريق كي يكون متعهدو الحفلات لصوصا شرفاء؟! لماذا نجبرهم على اللصوصية على حساب الجمهور المغلوب على أمره!! لماذا الضوابط محذوفة... في حين أن الفوائد غامرة؟ أما.. ما يبعث على السرور حقا... أن العالم العربي لا يزال يسكنه جمهور يكرر أخطاؤه ويحب يسهر ويرقص ويغني رغم البطالة والفقر والهزيمة!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة