خرج عشاق فن محمد عبده من أولى الحفلات الغنا ئية التي احتضنتها الصالة الرياضية المغلقة في جدة أمس وهم يرددون أغنية فنانهم الذي انتظروه لما يقارب خمس ساعات (حسايف) بعد أن تم إلغاء الوصلة الثا نية من الحفل لأسباب غير معلنة، رغم ما راج في الأوساط الإعلامية من أن السبب هو متعهد الحفل، الذي قيل إنه رفض دفع قيمة التعاقد للفرقة المصاحبة لمحمد عبده. بوادر فشل البوادر التي بدأت عليها الخطة العامة للحفل لم تكن تبشر بالنجاح لعدة أسباب كان من أبرزها وصول الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عماد عاشور إلى صالة الحفل مباشرة من المطار، كذلك سوء التنظيم الذي بدأ من البوابات الخارجية وصولا للقاعة المعدة للحفل من حيث الترتيبات الخاصة بالمقاعد والتجهيزات الصوتية التي خذلت فنان العرب أكثر من مرة خلال تقديم وصلاته الغنائية. الفرقة: لا مشكلات قبل بدء الحفل بنصف ساعة وخلال تجهيز الفرقة الموسيقية التقت “شمس” المايسترو الدكتور عماد عاشور الذي تحدث عن تجربته مع فنان العرب ووصفها بالناجحة قائلا: “محمد عبده فنان ذكي استطاع بحنكته وخبرته الفنية من عقد صداقة مع معظم الفرق الموسيقية، وهذا ما أسهم في حفظهم لأعماله مما يسهل عليهم عزف ما يطلبه منهم دون عوائق”.. وأضاف: “إن الفرقة المصاحبة لعبده تضم عمالقة العازفين الذين يشكلون العصر الذهبي للموسيقى في مصر”. إطلالة متأخرة كان يفترض أن يطل محمد عبده على جمهوره ما بين العاشرة والحادية عشرة مساء إلا أنه أجل ذلك لما بعد منتصف الليل حيث دخل إلى الصالة وحيا جماهيره الذين كانوا أقل من المتوقع بكثير وبدأ وصلته ب(الهوى الغائب) من ألبومه ما قبل الأخير التي تراقصت معها الجماهير وأكثر فيها من الآهات التي كرسها من أجل تغطية عيوب الصوت التي أزعجته مما أربك عاشور الذي كان بعيدا كل البعد عن “الفورمة” كنتيجة طبيعية للإرهاق الذي أعيا الفرقة وعدم أدائها البروفات اللازمة. توقف.. ومواصلة بعد الأغنية الأولى توقف عبده لمدة تجاوزت عشر دقائق مطالبا فيها مهندس الصوت بضبط الصوت، وبعد محاولات فاشلة اضطر لبداية الأغنية الثانية “وهج الشموس” التي صاغ كلماتها الأمير بدر بن عبدالمحسن فألهبت حماس الحضور وتراقصت على المقطع الأخير منها المدرجات، لكن بقيت مشكلة الصوت تشوش على تركيز فنان العرب مما اضطره إلى إكمالها بشكلٍ سريع. ثم أكمل محمد عبده وصلته الغنائية التي امتدت حتى الساعة الثانية صباحا متنقلا فيها بين الأصالة والجديد ليتغنى ب(بحر العيون) و(الله عليها) ثم (اختلفنا) وبعد مطالبات حثيثة من الجماهير غنى شهيرته (إلى من يهمها أمري) ثم تعاونه الجديد مع ثريا قابل عبر أغنية واحشني زمانك ليختتم الوصلة ب(على البال) ثم استأذن عبده عشاقه لراحة ثم العودة بعد عشر دقائق. رحلة انتظار وبدأت رحلة انتظار تجاوزت الساعة حتى أطل على المسرح عماد عاشور الذي فجر مفاجأة مدوية حين أعلن أن المتعهد لم يدفع قيمة التعاقد وبذلك ينتهي الحفل فبدأت الأصوات تعلو مطالبة المتعهد بالدفع. ومع حلول ساعات الصباح الأولى بدأت الجماهير تغادر الصالة، وبدأ المنظمون في التبرير لما حدث، وأن سبب عدم إكمال الوصلة أن فنان العرب غير راضٍ عن الفرقة المصاحبة، كذلك الحضور لم يكن مقنعا له كي يستمر. إعادة تذاكر في تلك الأثناء حاصرت حشود كبيرة من الجماهير الشاعر سعود سالم الذي ظهر في الصالة الرئيسية وسط مطالبات بإعادة قيمة التذاكر مما حدا برجال الأمن إلى التدخل وترشيح أربعة أشخاص من الجمهور للمطالبة بقيمة بذلك. ليتحول بعد ذلك الفناء الخارجي إلى فوضى عارمة تطالب بمحاسبة المتعهد، كذلك استبدال المايسترو عاشور بوليد فايد الذي قاد حفلات لندن 97، وقد طالبت أعداد كبيرة من الجماهير محمد عبده بالاعتزال قبل أن يهدم تاريخه بنفسه بعد أن كانت أمنيتهم أن يقدر جمهوره ويعتذر لهم بدلا عن إيكال المهمة لعاشور.