تخيلتها تخاطبنا هكذا. وزارة ما، ولا أقصد واحدة بذاتها، فالأغلب منها يتشابه. تخيلت وزارة تتحدث إلينا نحن المواطنين، ببنائها وحديدها، وهي تغالب خجلها وتقول: «الأفعال الشنيعة لا تستطيع أن تغطيها كلمات الصغيرة كهذه. إلا أنني سأحاول هنا أن أنتزع منك القليل من الرضا. أنا أحتاج إلى هدوئك، أحتاج إلى صبرك علي وإلى سكوتك قليلا. صدقني سأعمل ولكن أغفر لي إذا أخطأت بحقك، وسأسكت عنك إذا صرخت هنا وهناك وتألمت، وهذه بتلك». أنا وآلاف الموظفين يتوزعون بانتظام، وبغير انتظام، على سلالم ومراتب أجهل دوما طريقة تنظيمها. يقودنا شخص يسمى وزير، وتحته تتدرج المناصب وتتشكل، هذا بمنصب وكيل والثاني بمنصب مساعد والثالث يجلس هناك بمنصب مدير. تنزل وتنزل حتى تصل إلى الحارس الذي يقفل أبوابي ويفتحها وهو يشغل أقل المراتب. وهكذا الحياة. لا تشغل بالك كثيرا بالأسئلة عن ما هية ما ذكرته لك بالأعلى. تعال لتحصر تفكيرك معي في القضايا الكبيرة، يجب أن اشرح لك لماذا أخطئ في حقك دوما، ولا تتعب تفكيرك في القضايا السابقة. تسألني: لماذا أخطئ معك؟ وإليك جوابي: لقد اكتشفت أخيرا أني أجهل إجابة سؤالك. لست أنت وحدك الذي يجهل ولا أنا لوحدي. بل كل زميلاتي من الوزارات التي تغرز فيها صحفكم وكتباها أقلام النقد، ما زالت تعجز عن إيجاد إجابة لسؤالك. لماذا نخطئ؟ صدقني وصدقهم.. لا ندري؟ في كل عام تتفضل الوزارة الأم بتعبئة خزينتي بمليارات الريالات. تفتح صحفكم ملفاتي وتشرح لي نقاط ضعفي. أقرأ سيئاتي بحقك كالفضائح في كل مكان. أسمع المختصين يصرخون بي ويضعون أيديهم على مكامن الخلل في جسدي. في بداية العام، يخرج العشرات ممن ينتمون إلي ليصرحوا أن المشاكل ستختفي. وأن التغيير قادم إلى جسدي بالجد لا بالهزل. ولاحقا أصل معك إلى نهاية العام فأكتشف ألا شيء تغير في داخلي. ياااه..هل الأيام تمر سريعة أكثر مما أتوقع فلا أستطيع مواكبتها؟ أم أن وعودي لك تتبخر سريعا وأنساها فلا تنبهني. قد تكون تلك أسبابا إلا أنني وصدقني في هذه، ما زالت أجهل السبب المقنع. أحمل للموظفين تحتي بندا للتدريب والتطوير، تتراكم فيه الأموال بداية العام وتتبخر في نهايته. الكل يذهب بالانتداب والسفر للتدرب، أنا أهتم بتدريب من يقبع تحتي، ولكن، وكما ستسألني الآن، فأنا لا أعرف ما الخلل؟ أيضا في هذه لم أنجح. أشك دوما أن ذاك البند لا وجود له، وأحيانا أعتقد أن أهدافه لا وجود لها، هل هذا فشل مني؟ أيضا لا أعرف. أشياء كثيرة أفعلها لكي أتطور وأحسن حياتك، وأتجاوز كل الخطايا التي أفعلها بك، ولكني أفشل. هل أسير في الطريق الخطأ؟ أتمنى ألا يكون ذلك صحيحا. هنا أطلب منك الصبر، وبالصبر وحده سأصل لإجابة تشبع استفهاماتك، قد أحتاج لشهر أو اثنين وقد تطول لسنوات. المهم أن تصبر، وتصمت. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة