أمي حين سألتك لماذا كانت ولادتي قيصرية قلت لي إنك لا تريدين أن تتعبي في ولادتي فحرمتني من الاعتماد على نفسي في الخروج من جنة رحمك، بعدها صرت أسمع عن الصدر الحنون ولكنني لم أجده عندك فقد خفت أن يتشوه شكل صدرك وتركتني لحليب البقرة المجفف أرضعه وحدي من القارورة، ولم تضعيني على صدرك ولو غشا أو كذبا، فلا تلوميني إن كبرت وأنا أبحث عن هذا الصدر الحنون عند غيرك، وربما لا تعرفين السر الكامن وراء تحرشي حين أكبر أنا والكبار من بني جنسي بالنساء، ويبدو أنه من الحكمة أن أبوح لك به، إنني أبحث عنك ولا أدري من يمكن أن تكوني بين هؤلاء النسوة اللواتي ألاحقهن وأتحرش بهن؟. أذكر أنك لم تعلميني النظافة فلم يعد مهما إن صرت نظيفا أو بقيت متسخا، ضقت مني يا أمي فأرسلتني للحضانة ولم أعد أستمتع بك، كما استمتعت أنت بجدتي، أمي لن أنسى أنك أنت الجنة التي عشت فيها تسعة شهور، وخرجت منها فلم أجدك بعدها، أنت من حملني وتعب حين كنت مرتاحا، وغذاني من جسده حين لم يكن لي سواك، ولكني بعد أن خرجت من تلك الجنة لم أجدك، أرجوك يا أمي لا تخلطي بيني وبين خطئي فأنا أجهل التصرف السليم، ولو أنك أبقيت على حبك لي حين أخطئ، فصدقيني، كنت سأعيش في أمان وأتعلم تصويب هذا الخطأ، لا ترفضيني، ولا تلقي بي إلى الخادمة كلما فعلت ما لا يرضيك، فأنت لا تعرفين ما الذي تفعله بي، إنها في بعض الأحيان تصب جام غضبها علي في الغرف المغلقة ولا تلومينها، تدرين لماذا لا يحق لك ملامتها؟ لأنك أنت أمي وتضيقين بي ذرعا، فكيف تطلبين منها أن تكون حليمة وصبورة علي أكثر منك، أنا علي يقين أنك ستلومينني وربما تعاقبينني إذا كذبت ولكن تذكري يا أمي أنك أنت أول من علمني كيف أكذب، هل نسيت كم مرة وعدتني وأخلفت وعدك؟ هل نسيت كم مرة كذبت أمامي حين كنت تتحدثين لأبي أو لعمتي أو خالتي، إن نسيت أنت، فأنا لم أنس، ويبدو أنني لن أنسى، أنا لا أنسى إطلاقا أنك ربما سهرت حتى أنام، ولكنك ألقيت بي إلى الخادمة كي ترتاحي، أرجوك يا أمي أعينيني على برك فلا تتركيني لمن لا يحافظ علي، ولا تفرطين بي، فكلما حافظت علي استطعت أن تجنبيني الانحراف، وكلما أبعدت عني شرور السائق والخادمة كبرت نقيا سويا، وكلما وقفت إلى جانبي حين أحتاج إليك سأقف إلى جانبك حين تحتاجين إلي، أمي إن رعيتني صغيراً حفظتك كبيرة، وإن زرعت في الصدق صدقت معك ومع الناس، وإن حافظت على وعدك معي ساعدتني في الوفاء بوعودي معك ومع الناس. أمي أنا المرآة التي تنعكس عليها تصرفاتك، وما بي من حب لك هو رصيد حبك لي، وتذكري أني صغير لا أعي كل ما يدور حولي فأنا بحاجة لصبرك علي حتى أتعلم الصبر، أنت من يعلمني الحلم حتى أصبح حليما، وأنت من يعلمني الكرم حتى أصير كريما، وأنت من يعلمني كيف أكظم غيظي إن كظمت غيظك حين أثير غضبك، أنت من يعلمني كيف أفكر، وكيف أثق بنفسي وأعتمد عليها. أمي، أحبك كثيرا، فعلميني الحب فأنا أحتاج إليه وإليك. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 2841556 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]