منذ أن طرقت موضوع المسترجلات «البويات» في مقال سابق، والرسائل تطرق بريدي متوقفة بين شريحتين، أولى تؤيد تحول «البويات» إلى ظاهرة اجتماعية وتسرد قصصا ومشاهدات تحكي «قوة وجه» المسترجلات وضربهن للإطار الأخلاقي عرض الحائط، وشريحة ثانية تسكب مداد الاتهام بسعيي إلى تشويه صورة المجتمع وتضخيم الموضوع على وقع «من الحبة قبة»، وكيف نجرؤ على وصف المجتمع بأوصاف النقص ونحن كما قال أحدهم نردد ضمن منظومة القيم «إنتي ما مثلك في هالدنيا بلد»... وعز بين الشريحتين الموقف التحليلي بدلا من الهروب أو المبالغة. ما ينقل إلينا من مشاهدات قد يمثل لدى البعض حالة من حالات الانتقاء للمواقف، وقد يمثل عند آخرين خطرا لا بد من قرع جرسه، ولعل مانقلته الزميلة عائشة الفيفي يوم الإثنين الماضي في «عكاظ» عن تحول «البويات» الاجتماعي من مرحلة النبذ والسلوك الخفي إلى مرحلة المجاهرة والتحرش بالأخريات؛ دليل على أن المسكنات والمهدئات الاجتماعية تحت شعارات «نحن الأحسن والأفضل» لم تعد تجدي نفعا. المطلوب سواء اتفقنا على وصف «البويات» بالظاهرة أو اختلفنا، أن يتم التصدي للسلوك الشاذ أيا كان، وقمة الخذلان الاجتماعي أن نشاهد الحالة ثم ننكر وجودها كفعل بعض إدارات المدارس بنفي وجود «البويات» في محيطها وبالتالي قطع الطريق أمام أي علاج نفسي أو اجتماعي، فضلا عما نقلته ناشطة اجتماعية بأن الطالبات في مختلف المراحل الدراسية يؤكدن تزايد الحالات ووزارة التربية والتعليم تعتبرها حالات فردية، واحترنا هل نصدق ماتراه عين الراصد أم مايكتبه قلم المسؤول؟ حالة القلق من تجاوزات الظاهرة أنتجت بيئة طاردة غير قادرة على احتواء «البويات» وتقويم سلوكهن، والطرد لن يزيدهن إلا تعنتا واستكبارا في إبداء السلوك الشاذ متى ماسمحت الفرصة لهن بذلك، وغالبية المسترجلات يعشن في عزلة أسرية وفراغ عاطفي قادهن إلى إشباعه بالفرص السانحة والهروب إلى المناطق المتسعة بعيدا عن الضبط الاجتماعي كالتجمعات والمدارس والجامعات، فتتحول الحالة من سلوك قاصر إلى سلوك متعد لا تجد حرجا من إعلانه مع شعور بالتميز والتفرد واستعراض بطولتها الرجالية في أي مناخ متاح. ياجماعة الخير.. نحن مع «البويات» بين خيارين، إما الاعتراف وإما الحشمة... والحشمة لن تزيدنا إلا مثالية خداعة، مقابل التحلي بالشجاعة والاعتراف بوجود المشكلة، وفتح الأبواب لأهل الاختصاص لدراسة الحالات في المدارس والكليات والجامعات تحديدا، وإذا فات الفوت لن ينفع الصوت. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة