هناك حالة من التعطش في أوساط الفتيات إلى فتح موضوع «البويات» والتفكير بصوت مرتفع في أبعادها السلوكية ودوافعها، هذا التعطش وقفت عليه شخصيا في الرسائل المتناقلة لمتابعة برنامج «خطوة» على قناة أبو ظبي الذي خصص حلقة كاملة عن الموضوع، وكشف المسكوت عنه اجتماعيا حول تنامي ظاهرة «البويات» في المجتمع الخليجي، وأسمعنا بشكل مباشر كيف تفكر «البوية»... وحسنا فعلوا. لو سألنا أية فتاة ترتاد محضنا أكاديميا عن «البويات» فإنها ستروي لنا أحداثا تراها بشكل يومي، ولدت عند الكثيرات حالة من الاعتياد على تلك المناظر وخروجها عن دائرة «الشذوذ» إلى حيز الأمر المعتاد، وكما قيل: كثرة الإمساس تقلل الإحساس... ولا ينفك العجب أمام اتساع دائرة المسترجلات إلا من الصمت المطبق للأجهزة والإدارات التربوية في مدارسنا وجامعاتنا وكأن القضية مجرد حريات شخصية!. منذ فترة كتبت عن البويات وأعدتها في مقال آخر، وأؤكد في مقالي الثالث هذا على ضرورة الاعتراف بالمشكلة لأنها نصف الحل، واستبشرت فعليا بالوعي الذي حملته طالبات قسم الإعلام في جامعة أم القرى، بكسرهن للجمود وإعلانهن تدشين حملة «أعتز بأنوثتي» الهادفة إلى معالجة السلوك الاسترجالي للفتيات في أروقة الجامعة، في إعلان صريح يعترف بوجود المسترجلات في المحيط الجامعي، ويعطي فرصة للتواصل بين الأطراف في مساحة مشتركة هدفها الأخير إيجاد الحل. بوسترات ورسائل إقناعية استعان بها القائمون على الحملة في ترويج دعوتهم بعيدا عن الطرح التقليدي وترديد الأسطوانة التي تحفظها المسترجلة قبل السليمة حول مواضيع الإعجاب والتشبه، وهي خطوة عملية تستحق الإشادة لأن المشكلة لا تعالج بالمثاليات وإنما بالوقائع، ولذا أقترح على الحملة والقائمين عليها بعضا من الأفكار: 1 - أن يقضى على السلوك الاسترجالي، فهذا أشبه بالحلم... وبما أن الأمر يعود في أساسه إلى الناحية السيكولوجية، فإن إيجاد بيئة من التعامل مع المسترجلات داخل الحرم الجامعي تشعرهن بالعزلة الاجتماعية هي برأيي أفضل من الخطوة المعلنة في الحملة «استصدار قرارات حازمة لو تطلب الأمر» مع المسترجلات، فالقمع المباشر لن يؤدي الغرض بتاتا. 2 - يندر أن تأتي مسترجلة وتبحث عن حل لمشكلتها لقناعتها الداخلية بأنها طبيعية، لذا الطرح العقلي الممزوج بالإشباع العاطفي في نقد الظاهرة يولد حالة من الصدمة الدافعة إلى التفكير. 3 - لا تكن مجرد حملة مبهرة بالفلاشات ومداد الكلمات ثم تنتهي بعد كم يوم... طول النفس مطلب وهن بناتنا وأخواتنا. أخيرا: جامعة أم القرى أعلنتها صريحة، فهل ما زال الخجل يساور بقية جامعاتنا؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة