تقدمت أمل الحربي بشكوى إلى إدارة مدينة ترفيهية تزورها برفقة عائلتها في الرياض، ولم تكن الشكوى بخصوص الخدمات المقدمة في المدينة ولا بشأن إرتفاع الأسعار، ولكنها تمحورت حول تصرفات فتاة جلست إلى جوارها في إحدى الألعاب تلبس لباسا أقرب إلى الرجالي، وكانت تحتضنها بشكل مريب مع كل حركة تخويف في اللعبة. أكتشفت أمل أن هذه الفتاة مسترجلة أو ممن يطلق عليهن «بويات»، فما كان منها إلا أن صرخت وطلبت إيقاف اللعبة، وبعدها تقدمت بشكوى إلى إدارة الأمن. تقول «تم اقتياد الفتاة ولا أعلم ما صار بشأنها بعد ذلك». ما حدث مع أمل حدث مع مها العنزي. فهي كانت متواجدة في لعبة «صدام السيارات» التي يسمح فيها بركوب شخصين في السيارة وكانت وحدها، لكنها تفاجأت بطلب فتاة بنبرة حادة «أرغب بالجلوس معك». تقول «أوضحت لها بأني أنا من سأقود السيارة فأبدت موافقتها وسمحت لها، وما أن بدأت اللعبة حتى بدأت الزحف تجاهي ممسكة بمقود السيارة وتحاول التحرش بي». وتضيف «انتهت اللعبة وبلا شعور لم أجد نفسي إلا وأنا أضربها وأتلفظ عليها». الفتيات المسترجلات بدأن يظهرن للمجتمع في الآونة الأخيرة بعد أن كن يمارسن هذه السلوكيات في الخفاء. وتعرف المسترجلة من خلال اللباس أو القصات الغريبة التي تشبة قصات الأولاد أو من المشية أو طريقة الكلام. وتؤكد مسؤولة في إحدى المدن الترفيهية ل«عكاظ» أن هذه الظاهرة في تزايد وفي كل يوم نشاهد فتيات يستعرضن بأشكالهن الغريبة التي يتشبهن فيها بالرجال. وتشير إلى أن إدارة المدينة تشدد على عدم السماح لمن يشتبه بأشكالهن «ولكن أحيانا تبدو الفتاة المسترجلة عادية جدا في مظهرها». وحول هذه الظاهرة تعلق الناشطة الاجتماعية وعضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية بجامعة الملك سعود في الرياض فوزية الخليوي بالقول: إن اللوم لا يقع على شخص معين بل يشترك فيه عدة أطراف منها الأسرة والمدرسة، فهناك من البنات من يعشن تصدعا أسريا وفيهن من يتحدين بهذا السلوك سلطة الأسرة. وتتابع «نحن لا ندعو للإباحية بقدر ما نتحدث عن ظاهرة عرفت منذ بدء الخلق»، وأشارت إلى تفاقم المشكلة حاليا بسبب عدم تعاون غالبية إدارات المدارس عموما ووزارة التربية والتعليم خصوصا. فإدارات المدارس تنفي وجود «المسترجلات» في مدارسها وكذلك وزارة التربية. واستغربت من عدم وجود دراسة علمية تفيد بإحصائيات معينة، حيث أن الطالبات بمختلف المراحل الدراسية يؤكدن تزايد الحالات ووزارة التربية والتعليم تعتبرها حالات فردية إلا أن واقع وأماكن تواجد «المسترجلات» يقول عكس ذلك. وتابعت «في كل الأحوال لا بد من الاعتراف بوجود المشكلة أولا ومعرفة حقيقة أنهن جميعا ضحايا وبحاجة إلى تفهم ومساعدة نفسية واجتماعية».