فاري لويس دي ليون رجل دين وشاعر أسباني زاهد عمل أستاذا للاهوت في جامعة سلمنكا تعرض للسجن وملاحقة محاكم التفتيش مما اضطره للابتعاد عن كرسي أستاذيته في الجامعة لمدة خمس سنوات وعند عودته إليها كان أول ماقاله لطلابه في لقائه معهم وبعد غياب خمس سنوات ((وكما قلنا بالأمس)) أستعير عبارته تلك فأقول وكما قلت في مقال سابق عن كتاب ((الصحة والسلطة)) للبروفيسور يفغيني شازوف والذي أختلف معه تماما في استغلال أسرار مرضاه واستخدامها كجزء من مذكراته الذاتية أقارن ذلك اليوم بأخلاقيات حلاق بيكاسو الخاص ((أوخينو أرياس)) والتي كتب عنها وبأسلوبه الساحر الممتع الكاتب الرمز ((رجاء النقاش)) يقول الأستاذ ((رجاء النقاش)) وبناء على دراسة الناقدة الفنية ملك مصطفى والناقد والفنان التشكيلي حسن فؤاد: ((إن العلاقة بين بيكاسو وحلاقه الخاص (( أوخينو أرياس)) ظلت قائمة وحتى وفاة بيكاسو في عام 1973م وأن تلك العلاقة كانت تقوم على الصراحة المطلقة وكان ((أرياس)) يرفض عندما كان يقص شعر بيكاسو أن يتقاضى أجرا وكان بيكاسو يكافئه بأن يهدي إليه بعض رسوماته وقد جمع الحلاق الذكي بهذه الطريقة ((ستين لوحة)) من لوحات بيكاسو وقصصا شخصية لاحصر لها وبعد وفاة بيكاسو تهافتت المتاحف العالمية الكبرى على الحلاق ((أوخينو أرياس)) وهو من أصل أسباني تطلب منه شراء هذه اللوحات بملايين الدولارات وكذلك كتاب السيرة الذاتية بتجميع تفاصيل تلك العلاقة الحميمة المليئة بالقصص الشخصية في كتاب إلا أن (( أرياس)) رفض جميع العروض والإغراءات والأموال)).. تقول الناقدة الفنية (( ملك مصطفى )) في دراستها ((إن هذا الكنز الذي تركه بيكاسو لحلاقه ((أرياس)) قدمه إلى بلدية قريته الأسبانية الصغيرة وأسمها ((بوليتر جودي لوتيا)) وتقع في شمال العاصمة مدريد وهكذا ضحى الحلاق بالملايين لكي يرفع من شأن قريته ويجعل منها مقصدا لعشاق الفن .. وضحى أيضا بعروض دور النشر ليفصح عن الثلاثين سنة والتي كان يعرف فيها الكثير من أسرار بيكاسو الشخصية الخاصة ذلك لأن بيكاسو وثق به وأحبه وتعامل معه كصديق له وليس حلاقا فقط)) .. غير أن لهذا الحلاق الوفي عبارة عامة في وصف بيكاسو تكاد تكون هي المفتاح الصحيح لشخصية هذا الفنان الذي ملأ الدنيا وشغل الناس حيث يقول الحلاق عن صديقه العبقري: ((لا أحب أن أقول شيئا عن حياة صديقي الخاصة ولكنني أستطيع أن أقول إنه من الصعوبة العيش مع فنان مثل بيكاسو لأن الفن عنده كان فوق كل شيء فوق النساء وفوق الأولاد وفوق الحياة نفسها وقد قيل عن بيكاسو أنه زير نساء ولكنني أقول ما عرفته عنه عن قرب لقد كانت النساء في أكثر الحالات يبحثن عنه ويجرين وراءه من أجل أمواله ))، هذا مايقوله عن بيكاسو صديقه الحلاق الوفي، وكما قال الأستاذ رجاء النقاش إن الحلاق (( أوخينو أرياس)) ضحى بالملايين حفاظا على سر زبونه الذي اختصه بأسراره.. وباع الطبيب البروفسور الروسي ((يفغيني شازوف)) أسرار زبونه وبثمن زهيد !! أخلاق حلاقين !!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة