تفاجأت حين وجدت اسم “بابلو بيكاسو” ضمن (المئة الخالدون) كأعظم رسام ونحات أيضاً.. أنا لا أنكر أنه يرسم وينحت ولكنه ليس فناناً عالمياً مقارنة بعظماء الفن التشكيلي، أمثال: “مايكل أنجلو” “روفائيلو” “رمبرانت” “ثيودور جيريكو” وغيرهم، فضلاً عن العبقري “ليوناردو دافينشي”. قدرات “بيكاسو” محدودة جداً، لا تؤهله للوقوف إلى جوار فناني عصر النهضة، ولا معاصره الإسباني “سلفادور دالي” الذي يماثله حتى في الاضطراب النفسي. بيكاسو لم يستطع مجاراة الفن وفق قواعد المدارس الكلاسيكية، والرومانسية، والتأثيرية لفشله في القدرة على رسم التفاصيل والأضواء والظلال التي يتطلبها البناء الفني لهذه المدارس، فأخذ يمارس الرسم بشكل عبثي يدل على ضعفه، لكنه وجد ضالته في الإعلام الذي انتقده في بادئ الأمر بشدة، مساهماً في ذيوع صيته كمخالف لنظم الفن والذوق العام للمجتمع، كما ساعده- أيضاً- نمطه الشخصي، إذ كان غريب الأطوار، ما جعل الناس يتندرون عليه وعلى أعماله فازداد انتشاراً.. لكنه ليس فناناً.. وهنا أتساءل: أي فنانٍ يرسم في اليوم الواحد أربعين لوحة، ويدعي أنه ينتج فناً؟! معظم أعماله نسخاً طبق الأصل من رسوم الأطفال، سوّقها النقادُ على أنها فن عالمي جديد، في الوقت الذي حُرم فيه الأطفال من هذا التسويق، في حين يقولون عن بيكاسو: انظروا إلى هذا الإبداع! ذات مرة قدّم والدُ طفل إحدى رسومات ابنه على أنها أحد أعمال بيكاسو، فتسابق إليها النقاد لتمجيدها كإحدى روائع الفن التجريدي، ثم فاجأهم والد الطفل قائلاً: هذه ليست من أعمال بيكاسو، إنها من أعمال طفلي هذا، فلم يبق إلا أن يدوسوا عليها بأقدامهم. المؤسف أن بعض النقاد يضحكون علينا بقولهم: أنتم لا تفهمون في الفن التشكيلي، هذه الرسوم فوق مستوى تفكيركم.