يذكر البروفيسور الروسي يفغيني شازوف في كتابه (( الصحة والسلطة )) والذي كتبت عنه في الأسبوع الماضي قصته مع (( جين بيدبل بوكاسا )) تلك الشخصية الأفريقة المثيرة للجدل والذي استولى على السلطة في جمهورية وسط أفريقيا بانقلاب عسكري عام 1965م وأعلن نفسه في وقت لاحق إمبراطورا على بلاده عام 1976وحتى الإطاحة به في انقلاب عسكري قاده ابن عمه (( ديفيد داكو )) يقول شازوف: إن المسؤولين في الخارجية السوفيتية علموا بأن الرئيس بوكاسا يعاني من مرض ما في الجهاز الهضمي وقاموا بدعوته للعلاج في موسكو وكان بوكاسا آنذاك هو رئيس الحزب الثوري الحاكم لجمهورية أفريقيا الوسطى وطلب مسؤولو الخارجية إعداد استقبال على أرفع مستوى للضيف الأفريقي وتأمين علاج ممتاز له وبعد أن أجريت فحوصات لبوكاسا بالاشتراك مع البروفسور ((سماجين)) المختص بأمراض الجهاز الهضمي قرر الفريق الطبي أن بوكسا لايعاني من أي مرض خطير وأنه يعاني فقط من التهاب بسيط في القولون والتهاب عادي آخر في غدة المرارة وتم وضع نظام علاجي لبوكاسا، وأوصى له باتباع نظام غذائي معين. ذهب شازوف إلى منزله بعد أن ترك المستشفى فقد كان يوم (( أحد )) عطلة نهاية الأسبوع وحال وصول شازوف إلى منزله رن جرس الهاتف وطلب منه العودة إلى المستشفى على الفور وخلال ثلاثين دقيقة كان شازوف في المستشفى وكانت المفاجأة هذه المرة في المطبخ المجاور لجناح المريض بوكاسا ولاحظ شازوف أثر الصدمة على وجوه العاملين في المستشفى فقد أحضر بوكاسا معه ضمن أطعمته المعتادة ثعابين وحيات صغيرة وسحالي وأبراصا وقطعا من لحم قذر غير معروف المصدر !!. وحتى تلك اللحظة لم يكن يعرف أن بوكاسا من أكلة لحوم البشر، على الفور صعد شازوف إلى جناح بوكاسا وشرح له النظام الغذائي الموصوف له والعقاقير وتم إلقاء ما أحضر بوكاسا معه في صندوق القمامة وفق تعليمات الطبيب المساعد لشازوف واسمه (( يازوف ))، وخلال عشرة أيام تحسنت صحة بوكاسا وأعجبه العلاج ونظام الغذاء، وحين غادر بوكاسا المستشفى طلب من وزارة الخارجية أن يأخذ معه إلى بلده الطبيب المساعد لشازوف الدكتور يازوف ورافق الدكتور يازوف بوكاسا وانقطعت بعد ذلك أخبار الدكتور يازوف وتعددت الروايات في سبب الانقطاع، فهناك من قال: إن بوكاسا لم ينس ليازوف حكاية إلقاء ما أحضره من طعام في صندوق القمامة فأرسله في رحلة ترويحية عن روح الطبيب برية وبريئة وانتهى الأمر أن وجد مقتولا بالخطأ برصاص صيد طائش في الأحراش الأفريقية!!، وآخرون قالوا: إن يازوف كان طبيبا وسمينا والقانون الأفريقي يمنع الجمع بين وظيفتين!!، أيضا هناك من قالوا: إن يازوف أصبح أكلة شعبية محلية في أفريقيا الوسطى!!، مصدر مقرب من بوكاسا أكد أن المريض أكل طبيبه!!. عائلة يازوف تواظب على قراءة صفحة الحوادث والوفيات في أفريقيا الوسطى ولايزال البحث جاريا عن يازوف!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة